الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
مسلسل الدم العراقي
مسلسل الدم العراقي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عمار العبودي
النـص :

لا يخفى على الجميع إلى أن تفجير ساحة الطيران  إعاد إلينا مشاهد و أحداث مسلسل التفجيرات الدامي الذي عشنا أحداثه سابقا والذي تمت كتابته وإنتاجه وإخراجه بأنامل داخلية وخارجية شقيقة وصديقة والذي ترك في قلوبنا جروح دامية لا يمكن نسيانها أو أن تلتئم لما فقدنا من احبة وأعزة ودماء عراقية طاهرة لا ذنب لها سوى إنها عراقية كتب لها ان تكون في اغنى البلدان وان تعيش كأفقر الشعوب.وبنفس الوقت فأن هذا التفجير لا يمكن أن يخرج من دائرة الأتهام لأحدى الجهتين أولهما إن هذا التفجير تزامن مع تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن وعلى ما يبدو أن هذا التفجير ( إن صح الإحتمال) هو رسالة أمريكية للقوى السياسية في العراق والى الشعب العراقي بقدرة أمريكا على السيطرة على أحداث الشارع في العراق وقدرتها على إعادة بث هذا المسلسل من جديد  وربما يكون تهديدا أو تلويحا باستخدام العنف وإراقة الدماء في حال عدم الإنصياع إلى سياسة أمريكا في العراق والمنطقة .وثانيهما ان هذا الإنفجار  وراءه أحزاب وقوى عراقية  مستفيدة من الوضع الحالي ولها نفوذ ومناصب داخل الحكومة وليس من مصلحتها أن تكون هناك إنتخابات مبكرة وبالتالي تغيير خارطة نفوذ الأحزاب داخل الحكومة وبالتالي سوف تكون خارج الحسابات والإمتيازات التي ترد إليها وهي بنفس الوقت تحول خلط الأوراق وخلق أجواء غير مناسبة للأنتخابات المبكرة وعودة العنف الذي من المؤكد إنها ترى إن إباحة الدم العراقي كفيل ببقاءها في السلطة وكلما قدمت من أرواح بريئة كلما زادت فرصها في البقاء .وربما تكون هناك إحتمالات أخرى ولكنها ضعيفة وتبقى هذه الإحتمالات التي ذكرناها هي الأقرب إلى الواقع وبغض النظر اي الإحتمالين هو الصحيح فأن مانخشى حدوثه هو ان يكون هذا الأنفجار الحلقة الأولى من مسلسل دامي جديد ستبقى أحداثه دامية إلى موعد الإنتخابات المقبلة وإن تكون هناك إراقة أرواح و دماء جديدة وإن يبقى من يدفع الثمن هو ( المواطن) الذي لا حول لا ولا قوة له وهو الخاسر الوحيد والأكبر في كل هذه الأحداث وهو من يسحق تحت أقدام الصراعات والنزاعات الداخلية والخارجية وإن يكون المشاهد لهذا المسلسل والذي يكتفي بمنابعة الأحداث دون أن تكون له القدرة على تغييرها  أو إنهاء المسلسل (هو الحكومة).

المشـاهدات 605   تاريخ الإضافـة 23/01/2021   رقم المحتوى 9599
أضف تقييـم