الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
كورونا .. بين الجد والهزل
كورونا .. بين الجد والهزل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن ابراهيم
النـص :

ان من تداعيات التفكر مرحليا .. ما تمر به الامم من معضلات لفترة زمنية محددة على مختلف المستويات .. الصحية والاقتصادية المناخية والسياسية وغيرها .. ويقينا يكون هذا التفكر بمستوى برمجية المجتمع الثقافية فردا او جمعا على حد سواء فالجزء كالكل اذ انه يحمل صفاته .. بيد اننا نجد مبدأ الحاجة لمتطلبات الظرف قد يتفعل من قبل اشخاص مميزين في اجواء استثنائية ليخترعوا ويصنعوا مما لديهم من موارد مادية مختبرية ومعلوماتية لينتجوا ما ينفع به ناسهم . وليستحقوا لقب ( خير الناس انفعهم للناس ) فيما ان الامر يبدو اكثر نفعا لو كانت القضية قد اخذت منحى الاسبقية في التحرز من اجل تجنب المعضلة او الداء .. وخير الدواء التحرز من الداء .. ( الوقاية خير من العلاج ) فقد ورد في الرواية .. ان احدهم كان له ولد يرسله كل يوم ليجلب له مقدارا من اللبن من السوق بإناء ( وعاء) بمفهومنا الدارج ( كاسه ) من احد المحال في السوق .. مع تحذيره وانذاره في ان يحافظ عالوعاء ( الكاسه ) من الكسر ويؤكد عليه كثيرا بهذا الشأن .. حتى يصل الامر الى الامساك بأذنيه بقسوة شديدة كي لا ينسى ويتقيد بالوصية .. وهكذا الامر جار بهذا السياق يوميا .. وفي احد الايام وما ان خرج الولد من الدار كما هو المعتاد صادف ان عثر وهو في طريقه لجلب اللبن واختل توازنه مما تسبب في انفلات (الكاسه ) من يده وسقوطها على الارض مما ادى الى تحطمها بالكامل .. الامر الذي استوقف الولد متحيرا من امره لايدري ماذا هو فاعل .. فسرعان ما لاحت امامه حالة ابيه وهو يحذره من تعرض الكاسه للكسر اما واقد كسرت الان فماذا ياترى سيؤول اليه الامر وكيف سيكون موقف ابيه منه ومازال في هذه الدوامة من الحيرة حتى جلس على جانب الطريق متكئا على جدار وقد في التفكر والبكاء .. فرأوه بعض المارة من اهالي منطقتهم وعرفوه فتوقفو عنده مندهشين متسائلين عن سبب وضعه في الحال الذي هو فيه فابلغهم بالامر .. وهو الان خائف من ابيه اذا ما عرف وكيف سيتصرف ازاء توعد ابيه له .. ما حمل المارة على ان يبادروا وبدافع انساني لانقاذ الولد مما هو فيه .. فذهبوا الى دار اهل الولد وبطريقة وباخرى اخبروا والده بالامر فثارت حفيضته وهرع مسرعا الى المكان الذي فيه ولده .. فوده جالسا منكفئا كما وصفوه له اهالي المنطقة .. وما ان رأه الولد حاول الهرب خوفا مما سيقع فيه من عقوبة من ضرب وتوبيخ .. واذا بالاب ينادي عليه مستوقفا اياه وقائلا له : تمهل ياولدي ما حل بك فاجابه .. لقد سقطت مني رغما عني وتحطمت وما عساية ان افعل اذ عثرت دون عمد مني .. وهو يحلف لابيه ويستحلفه بان لايؤذيه .. هنا اجابه ابيه .. لا عليك ياولدي فداك الكاسه وما غلا ياولدي .. ثم ماذا .. المهم انت سالم .. فاندهش الولد ونظر الاى ابيه نظرة استغراب وقال له : الم تحذرني من ان تنكسر وتتوعدني بالعقوبة اذا ما حصل ذلك وتكاد تخلع اذنية وانت تحذرني .. فقال الاب : كان هذا قبل ان تنكسر اما وقد انكسرت الان فليس باليد من حيلة .. فقد وقع المحذور .. وما تحذيري لك في حينها لاجل المحافظة عليها ما دامت سليمة .. عملا بمبدأ ( الوقاية خير من العلاج ) . اقول .. ما دامت الكلمة انت مالكها ما دمت لم تنطقها .. ما ان نطقت بها تكون قد ملكتك .. فعلينا التحرز والاتعاض والتقيد والتأني قبل خروج الحالة من السيطرة وامكانية تداركها وبعكسه سيقع المكروه وتفلت الامور من زمامها .. وعندها قد لايفيد عض الاصابع والتراجع او الترميم والترقيع او المعالجة وقد يكون الثمن باهضا.. في من وحي الرواية يبدو جليا مدى وعي الاب وطرقة الاستباقية في التصرف لتلاشي وتلافي احتمالية وقوع مايكره .. خصوصا وانه يعرف طبيعة ارضية الطريق ووعورته وانعدام الخدمات البلدية فيه لما يحتويه من حفر وعثرات التي من شأنها ان تؤدي الى هكذا احتمال .. ففي خضم هذه المربكة كورونيا والتعسفية الخطيرة وضبابية الاجال تتلاطم التداخلات لتضع الكثير من علامات الاستفهام دون ان تجد لها جوابا شافيا وكافيا تحدد منابع واسباب ومسببات الخلل المريب والمرعب ومن ورائه والذي اذهل العالم كله واخله حالة الطوارئ والانذار ج .. سيما وان هنالك العديد من الاصابع والمؤشرات الى الكثير من المصادر التي تختفي وراء الكواليس وحسب تصريات اكثر من واحد من ذوي الاختصاص والخبرة والله اعلم وهو الدافع لكل بلاء ووباء ان شاء الله .

المشـاهدات 573   تاريخ الإضافـة 24/01/2021   رقم المحتوى 9605
أضف تقييـم