النـص : دكتوراه اقتصاد
يعد سعر الصرف اساساً في التعاملات التجارية والمادية بين الدول وفي تلبية احتياجات التعامل المحلي من العملات الاجنبية، وفي أسعار صرف العملات يتم التمييز بين (ثلاثة أنظمة)، وهي نظام الأسعار المثبتة تثبيتاً تاماً، ونظام السعر المعوم تعويماً تاماً.بالنسبة لادارة سعر الصرف في العراق فقد مر بمراحل عدة، من التثبيت الى الربط بسلة عملات الى التعويم الحر، وقد اعتمدت السياسة النقدية في العراق بعد عام 2003 مثبتاً اسمياً لسعر الصرف بقصد احتواء توقعات الجمهور التضخمية (أي تثبيت تلك التوقعات عبر اداة سعر الصرف) عد ذلك هدفاً وسيطاً لتحقيق الاستقرار في المستوى العام للاسعار والحد من التوجهات التضخمية في الاقتصاد بشكل عام . علماً ان سعر الصرف كان قبل 2003 مكون من احد عشر سعر صرف رسمي وموازي مستخدم في الاقتصاد العراقي استطاعت نافذة العملة توحيدها.ومعلوم ان نافذة العملة تمارس وظيفتان الاولى تهتم بتمويل التجارة الخارجية للقطاع الخاص واحتياجاته من النقد الاجنبي والثاني يهتم بممارسة سياسة نقدية للتدخل step in لاستقرار اسعار الصرف والسيطرة على السيولة المحلية.ومع ماحققته برامج التثبيت باستعمال سعر الصرف كمثبت اسمي سواء في تخفيض معدلات التضخم ورفع قيمة العملة الوطنية مع بناء احتياطات ضخمة من العملة الاجنبية الا ان تلك البرامج لا تخلو من مخاطر تتمثل في التوسع في العجز في الميزان التجاري.انسجاماً مع الازمات الاقتصادية المحدقة اصبح تحرير سعر الصرف في العراق كما يحث اليه (صندوق النقد الدولي) عاملاً مشجعاً لايقاف البنك المركزي على استنزاف العملة للخارج وتسربها تحت ذريعة وادعاءات البنك بانه يوفر دولارت رخيصة للفقراء لكي يشتروا احتياجاتهم بسعر رخيص فمعلوم هناك سعرين لسعر الصرف سعر الصرف المدعوم 120 ألف دينار الذي يبيع به البنك المركزي الدولار عبر نافذته اليومية، والسعر الذي يتم تداوله عبر مكاتب الصيرفة في السوق الموازية فمن غیر الممكن الاستمرار في ادارة سعر الصرف عبر قناة مزاد العملة بعد ان استنفذ هذا الاخیر فوائده في استقرار العملة وانخفاض مستوات التضخم ، والبحث عن اسلوب اخر يتوائم مع المرحلة الحالية للاقتصاد العراقي.مع ان الواقع العملي الواقع العملي يشیر الى ان سعر الصرف في المرحلة الانتقالية اخذ شكل التعويم المدار ومع احتكارا لسلطة النقدية للعرض في مزاد العملة وهو مایتناقض مع مبدا المنافسة التام وعدد المشاركين في سوق الصرف.والحقيقة ان المستفيد هم تجار العملة فضلاً عن مستوردي السلع من دول الجوار والعالم وانعكاسات ذلك بالتأكيد ليس في صالح الفقراء كما يدعي البنك المركزي خصوصا السلع المستوردة والمماثلة للمنتج المحلي (الاغراق السلعي) وبأسعار احيانا تقل عن سعر بيعها في بلد المنشأ كما يحدث في بعض دول الجوار وعلى الرغم مما حققته السياسة النقدية من مكاسب ملموسة من خلال نافذة العملة الاجنبية في ادارة سعر الصرف ، فضلاً عن توفير احتياجات القطاع الخاص من العملة الاجنبية ، وبالتالي تلبية الطلب الكلي في الاقتصاد فضلاً عن قيمة الدنيار العراقي الا ان القوة الشرائية للدنيار داخلياً اخذت تنخفض من خلال ارتفاع المستوى العام للاسعارمقابل ار تفاع القوة الشرائية الدولية، وبالتالي الابتعاد عن مستوى تعادل القوة الشرائية، وهذا ما ادى الى ارتفاع تكاليف السلع الرأسمالية فضلاً ضعف القدرة التنافسية نشير بهذا الصدد أن المستفيد من فارق العملة في شراء العقارات في الدول المجاورة وبالاخص تركيا وبالتأكيد ان الفقراء في العراق لايمكنهم شراء شقق بالالاف الدولارات ومن ثم فأن سياسة البنك المركزي عبر بيع الدولار بسعرين لا تصب في خدمة المواطن العراقي الذي يصل دخله الشهري على سبيل المثال 500 الف دينار والذي ترتقي اغلب طموحاته في الحصول على كيلوين طماطة بمبلغ الف دينار والذي تضرر ضرراً جسيما من استيرادات السلع للدول المجاورة واقصاءها للمنتج المحلي ومن ثم نستنتج ان سياسة البنك المركزي في بيع العملة لاتخدم سوى تجار الازمات الاقتصادية والمترفين ممن يعشقون جني العقارات في تركيا وغيرها. ونشير بهذا الصدد الى أن الوسيلة الرقابية للبنك ضعيفة تحكمها عدة اعتبارات اهمها عدم الاستقرار الاقتصادي القائم على احادية الايراد في البلاد والمتمثل ببيع النفط (فاقتصادنا ريعياً بأمتياز) خصوصاً وان الادبيات الاقتصادية تشير الى ان كل اقتصاد بلد يعد ريعياً اذا كانت مساهمة القطاع النفطي فيه تتجاوز( 50% ) ونحن في افضل حالاتنا تصل مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي الاجمالي الى اكثر من (65%) ،والاعتبار الاخر يتمثل في عدم كفاية الكوادر المؤهلة بشكل يتناسب مع حجم المبيعات اليومية لنافذة العملة، الاعتبار الاخر للوسيلة الرقابية للبنك هو الإمكانات المتاحة.
|