الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
يا والي ..هل من تالي ؟!
يا والي ..هل من تالي ؟!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ا.د.ضياء واجد المهندس
النـص :

اتصلت سيدة عراقية سبق ان التقينا بها مرارا " في مؤتمرات مجلس الخبراء العراقي ، وكانت قد حضرت جزء من لقاءاتنا مع لجنة المراة في مجلس النواب خلال العاميين المنصرميين ، وكانت تسال عن اي قسم في كلية الهندسة يقدم ابنها ؟؟؟!!لكن النقاش سرعان ما تحول عن مستقبل ابنها الى هموم العراقيين و حال البلد ، فالذين قبله لم يجدوا فرصة عمل و لا خطوة امل في البدء بالحياة ..وسردت لي عديد و اسماء اقاربها الذين لم يجدوا اي فرصة للعمل او اي وظيفة ..تشير الاحصاءات الى ان نسبة العاطلين عن العمل في  العراق تجاوزت 40٪ ، وان معدل مديونية المواطن تجاوزت ال 4000 دولار بعد سوء الادارة المالية لوزارات العراق  و وزراء المالية ، وان مقدار اعتمادية العراق على بيع النفط تجاوزت ال 90٪، وان مقدار الصادرات العراقية غير النفطية مع اي دولة من دول الجوار لا تزيد عن 4٪ من حجم التبادل التجاري ، تشكل النسبة العظمى منها للدول المصدرة  للعراق.ازدادت نسبة الامية في العراق الى اكثر من 38% ، و المتسربين من المدارس و الجامعات و المعاهد الى اكثر من 32%، وان معدل انتشار المخدرات بين الشباب وصل الى 9%، و ان معدل انتشار الجريمة ازداد بمعدل 165%، وان نسبة الفساد في التعيينات بلغ 92%، وفي المعاملات الرسمية المتعلقة بالكمارك و الضريبة و العقارات تجاوز 97%...لسنا الوحيدين الذين مررنا بمرحلة الانهيار الكلي ، فكوريا منذ بداية القرن الماضي و حتى الحرب الاهلية الكورية بين الشمال الغني بالموارد و الجنوب المتحالف مع امريكا ،في ثلاث سنوات حرب ضروس شارك فيها الكبار وانتهت في 1953، كانت في انهيار كلي ،لم تبدا بالاصلاح الا بعد ان حكمها العسكر في 1961بزعامة الجنرال تشيونغ ، الذي بدا عمله بمحاربة الفساد ،وتنشيط القطاع الخاص و تشجيع الاستثمار ، فتحول دخل الكوري من اقل من 90 دولار سنويا الى اكثر من 30000 دولار سنويا ، واصبحت منافسا" قويا" للبلدان الصناعية المتقدمة في مجال الالكترونيات والاتصالات و الصناعات الثقيلة و الاسكان و الصناعات البتروكيمياوية و السيارات و المنتجات الاستهلاكية وووو ...  ليس بعيدا عنها، استطاعت مجموعة العسكر بقيادة الجنرال لي كوان يو سنة 1959 من تحويل سنغافورة من بلد زراعي اقطاعي غارق في الديون والفساد الى بلد صناعي متقدم ، كان معدل دخل الفرد السنوي فيه لايتجاوز ٣٠٠ دولار ليصل الى ٨٥٠٠٠ دولار سنويا"، واصبح  الناتج القومي السنوي ٣٠٠ مليار دولار و حجم الاحتياطي ٢ ترليون دولار ، وسنغافورة هي البلد الاول المسجل فيه انعدام الفساد والامية ، بعد ان كانت الامية تزيد عن ٥٠٪ ،و انخفضت نسبة البطالة الى ما دون ١٪ بعد ان كانت اكثر من ١٤٪، و رئيسته الان  عربية مسلمة محجبة ،اسمها ( حليمة يعقوب ) متزوجة من رجل يماني .. تعتبر اليوم سنغافورة مرجع للتصانيف الاكاديمية والجامعية، و مركز للصناعات المتقدمة و المشاريع الريادية .. وقد يكون للرئيس الماليزي مهاتير محمد الطبيب الجراح ، صاحب العيادة المجانية في احد ضواحي العاصمة ، و خريج العلوم السياسية من جامعة هارفرد، الفضل الاول في انتشال ماليزيا من قعر الفساد والمديونية الى مصاف البلدان الصناعية المتقدمة في فترة حكمه الذي امتدت ٢٣ عام وحتى  استقالته في ٢٠٠٣ ، والذي خفض خلالها معدل الفقر من ٥٨٪ الى ٥٪ ،و قلل نسبة الامية من ٣٩٪ الى ٣٪  ،و زاد الاحتياط النقدي من العملة الصعبة من ٣ مليار دولار الى ٩٨ مليار دولار ، تشكل المردودات من قطاع الصناعة والخدمات اكثر من ٩٠٪...لقد خرجت راواندا  في ١٩٩٤، البلد الافريقي الذي سحقت حربها الاهلية اكثر من مليون قتيل بين قبائل التوتسي و الهوتو ، ليتمكن حاكمها  ( بول كاغامي )من تحقيق السلم المجتمعي لتكون كيغالي  عاصمة رواندا من اجمل العواصم ، واكثر المدن استقبالا للسياح،انخفضت نسبة الفقر من ٦١٪ الى ٣٤٪ ، و انخفضت نسبة الامية من 52% الى 24% وزاد معدل الفرد السنوي 30 مرة  ..كنا في 1950 افضل من كوريا و ماليزيا و سنغافورة و الصين و تايلند و باكستان و ماليزيا و تركياو كل البلدان الافريقية و امريكا الجنوبية ، و في 1960 افضل من كوريا و ماليزيا و سنغافورة و تركيا و معظم الدول الافريقية و امريكا اللاتينية ، و في 1970 افضل من فيتنام و تركيا و ماليزيا و اندنوسيا و البلدان الافريقية و امريكا اللاتينية ، وفي عام 1980 افضل من الامارات و قطر و عمان و تركيا و اندنوسيا و سنغافورة و ماليزيا وكل الدول الافريقية و دول امريكا اللاتينية و في 1990 كنا افضل من بورما و سيرلانيكا و تونس والمغرب واليمن و موزمبيق و تنزانيا  ، وفي 2003 كنا افضل من راوندا و السودان و جيبوتي و الصومال واليمن و الكونغو  . الان نحن مديونون ب 140 مليار دولار ، ولازلنا ندفع للشقيقة الغالية الكويت تعويضات ، و صودرت طائراتنا و ممتلكاتنا من قبل بعض الدول بداعي التعويضات ، وبالرغم من اننا نصدر ٤مليون برميل الا ان مليون برميل يهرب من كتل واحزاب سياسية نافذة ، و لازال البنك المركزي العراقي يدفع مبالغ خيالية من نافذة مزاد العملة السيء الصيت ، و استمرت الحكومات بدفع رواتب و مخصصات عالية الى المسؤولين الكبار، و خسرنا مئات المليارات التي تقد ب ٤٠٠ مليار دون معرفة مصدر صرفها و ابواب انفاقها ، منها ٣٥٠ مليار قيد التحقيق من قبل الامم المتحدة ...تنتشر في العراق ، تجارة الاثار حتى تجاوزت القطع الاثرية المهربة اكثر من ٢٥٠ الف قطعة ،و معظمها تم تهريبها عبر المنافذ الرسمية من مطارات و موانىء و نقاط الحدود البرية و بعلم الحكومة و موؤسستها الفاسدة ، بل ان بعضها قد تم اخراجها على انها تحف صينية و تركية مستهلكة ، و اغرقت اسواق عمان و بيروت و دبي بالتحف العراقية و التي استقرت في الدول الاوربية و امريكا ، و بعضها في الجامعات الامريكية و معارض الاثار والتحف مثل معرض هوبي لوبي..وازدادت حركة بيع و توزيع المخدرات من الهيروين والحشيشة حتى الحبوب المخدرة و الكريستال بشبكة واسعة تمتد من شمال العراق لجنوبه ،و بحماية الشرطة و بعض الفصائل المسلحة و عصابات الجريمة المنظمة ، واصبح العراق سوقا" رئيسيا" للمخدرات بعد ان كان ممرا" خطرا" و صعبا" ..وليس ببعيد تجارة الاعضاء البشرية و الادوية الفاسدة و المواد الملوثة ...متى نصفر اوضاعنا،  و نبدا من الصفر ؟!. متى يشبع سياسيونا ؟!،  و يحترم قادتنا انفسهم ليكون العراق من الدول ذات التصنيف المتقدم؟ !.متى يكون من ولاتنا رجل يحب العراق و لو مثقال ذرة لينتفض و يشرع في نهضة العراق؟ ؟!!. الى متى يبقى البعير على التل؟!!، الى متى يبقى العراق بلا حل؟ !.اللهم نشكو حالنا،  و تسلط الظالمين و الفاسدين علينا.. اللهم انصرنا على اعداءك الكافرين .. انت مولانا و ناصرنا ..انصرنا على الطغاة المتسلطين..

المشـاهدات 521   تاريخ الإضافـة 24/01/2021   رقم المحتوى 9608
أضف تقييـم