الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
هل يغير بايدن دور أمريكا في العالم؟
هل يغير بايدن دور أمريكا في العالم؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.د.عبدالرزاق محمد الدليمي
النـص :

يا معشر الناس، لقد حان وقت الاختبار"، هكذا قال جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد في خطاب تنصيبه يوم الأربعاء الماضي قبل أن يسرد الاختبارات التي تواجهها البلاد ويختتم بـ "دور أمريكا في العالم".وبعض أصعب الأسئلة في هذا الاختبار تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.ويهيمن على فريق جو بايدن أياد قديمة من إدارة أوباما تعود إلى المنطقة بتوجهات جديدة لإعادة النظر في القضايا القديمة.وتنطوي أكبر تحدياتهم على سياسات ساعدوا بشكل شخصي في صياغتها، في مناطق باتت أسوأ بكثير مما سبق، لكن يرى البعض فرصا في ذلك. ويبدو ان فريق بايدن تعهد بالتشاور مع حلفاء الولايات المتحدة قبل العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وتقول كيم غطاس، الزميلة غير المقيمة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومؤلفة كتاب "الموجة السوداء" عن التنافس السعودي الإيراني: "لقد تعلموا مما حدث من أخطاء في نهج إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط، قد يأخذون الأمور في اتجاه مختلف لأنهم تعلموا من الأخطاء، ولأن المنطقة اليوم هي مختلفة للغاية".

 

نهاية مسرحية وبداية اخرى

 

منذ انتهاء مسرحية الانتخابات الامريكية التي تحوم الشكوك حول مصداقيتها ونزاهة نتائجها ويقال ان اخر رسالة وجهها الرئيس المبعد ترامب الى غريمه جو بايدن كانت عباره عن ثلاث كلمات (جو تعرف انني الفائز) وبالرغم مما حملته فضائح الانتخابات التي طفى بعض منها على السطح والاخر ربما يطفح في وقت اخر فأن مهزله الانتخابات الاخيرة وجهة ضربة موجعة الى مايسمى بالديمقراطية في امريكا الى درجة ان دول كثيرة في العالم بدأت تعيد تقيم ادعاءات الولايات المتحدة الامريكية بأنها أم الديمقراطية ومنتجتها وحاميتها في العالم بل ان ادعاء النظام في امريكا بأنه نظام ديمقراطي اصبح مثير للسخرية.في العشرين من الشهر الجاري تم تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة وقد نشرت جريدة ( جيروشيليم پوست ) الخبر على صفحتها الرئيسية وبشكل احتفالي…تحت عنوان في يوم التنصيب بايدن وهاريس يصنعون التاريخ اليهودي بكل الطرق. ومع بداية فترة جو بايدن وهو الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة عند تسلمه المنصب ، ونائبته كمالا هاريس المرأة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة في هذا المنصب ،ولكي نفهم محددات السياسة التي سيتبعها بايدن لابد ان نعرف بعض  الحقائق والمعلومات عن هذا الرئيس:1- جميع اولاد بايدن الثلاثة متزوجين من يهوديات متدينات واحفاده جميعهم يهود ويتم تربيتهم حسب الديانة اليهودية (بكل ما يعنيه ذلك) 2- جو بايدن يفخر بصهيونيته ، وقد أعلن ذلك بصوت عالي ولعدة مرات أمام الإعلام واثناء حملته الانتخابية ، وهو داعم متشدد جدا إلى اسرائيل . 3- زوج كمالا هاريس *دوگ إيمهوف* هو يهودي متشدد ، ويعتبر أول يهودي يدخل الى البيت الأبيض بشكل رسمي كزوج لنائبة الرئيس وكمالا هاريس تحتفل سنويا بجميع الاعياد اليهودية وتنشر احتفالاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. وهي داعمة قوية جدا لأسرائيل وتفخر بذلك دائما.

 

تغيير النغمة

 

سيحاول بايدن تغيير النغمة  وستكون العودة إلى الدبلوماسية في طليعة سياسه إدارة بايدن الجديدة ، حيث المح بايدن ، نيته ان يقلص الوجود العسكري في الخارج ، وقد يقوم بإجراء تخفيضات متواضعة في الميزانية العسكرية الأمريكية  ومن المرجح أن يسعى إلى إنهاء الحرب في أفغانستان وتحويل القوات هناك إلى دور إقليمي لمكافحة الإرهاب.أما على صعيد النظام الدولي  يعتقد الكثيرون أن تعيد إدارة بايدن بعض مظاهر "الحياة الطبيعية" إلى النظام الليبرالي الدولي. وهناك من هو مقتنع بأن بايدن سيتفهم الحساسيات الأوروبية والحاجة إلى دعم نوع معين من النظام الدولي. وأن التقارب والهدوء والبراغماتية سيكون بلسم المجتمع الأمريكي تحت رئاسة بايدن.فيما أثار البعض جدلاً داخل معسكر بايدن حول ما إذا كان يجب إعادة السياسة الخارجية الأمريكية إلى حقبة ما قبل ترامب ، أو إصلاحها من خلال تشكيل تحالفات جديدة. الا أن أكبر صعوبة تواجه الإدارة الجديدة يمكن أن تكون غياب نظام دولي يمكن تحديده بوضوح. إن إحجام بعض الدول في آسيا عن الاختيار بين بكين وواشنطن ، ونمو الحروب الهجينة مثل الصراع في أوكرانيا ،وما يحدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا  فضلاً عن القوة الحادة للمعلومات المضللة ، كلها عوامل تؤدي إلى طمس المشهد الاستراتيجي.

 

تصورات جديدة

 

ينشغل القادة في جميع أنحاء العالم بالتفكير فيما تعنيه إدارة بايدن الجديدة لمنطقتهم. سيكون لرئاسته تداعيات على بعض المسارح الجيوسياسية الرئيسية في الأشهر المقبلة.خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحدود الأيرلندية. يأتي فوز بايدن في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن صفقة التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى نقطة حرجة. يصر بايدن على أن الصفقة يجب أن تحترم شروط اتفاقية الجمعة العظيمة لعام 1998 ، والتي مهدت الطريق للسلام في أيرلندا الشمالية ، وهوهناك اعتقاد أن إدارة بايدن تزيد بشكل كبير من احتمالات التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة" ، وتشرح سبب أهمية مستقبل الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

 

عقدة الصين

 

اما المبارزة مع الصين  فسيكون أكبر سؤال يواجه بايدن في السياسة الخارجية هو كيفية التعامل مع جمهورية الصين الشعبية ، حيث يتوقع أن إدارة بايدن لن تؤدي إلى تراجع كبير في الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وستواصل العمل للحد من طموحات الصين لتغيير النظام الإقليمي في آسيا ، ومن المرجح أن تحاول ادارة بايدن التركيز على بعض المجالات ذات الاهتمام المشترك لتحسين التعاون الاقتصادي. في حين نتوقع ان مشاكل حقوق الانسان، التي تتهم بها كل دولة تقريبًا ،لن يكون لها اهتمام واضح من ادارة بايدن حيث ان جوهر السبب هو حجم التحدي الذي ينتظر الولايات المتحدة لكسب قلوب حكومات جنوب شرق آسيا في جهودها لموازنة القوة المتنامية للصين في المنطقة. كما من غير المرجح أن تشكل روسيا وجيرانها في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي أولويات السياسة الخارجية لإدارة بايدن القادمة ، رغم ان الأولويات الجديدة لتعزيز الديمقراطية وإعادة بناء العلاقات مع الناتو أثارت القلق في الكرملين.وبعد تنصيبه ، يخطط بايدن للانضمام إلى اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ ، التي تركها ترامب ، مما يوفر التفاؤل لمزيد من الزخم العالمي بشأن العمل المناخي. كما وعدت حملة بايدن بتقديم خطة استثمار بقيمة 2 تريليون دولار أمريكي - على الرغم من أن هذا قد يكون من الصعب الحصول عليه من خلال سيطرة الكونجرس الآن على مجلس الشيوخ. وهناك جدل حول ما إذا تمكن بايدن من ربط العمل بشأن المناخ بالتجديد الاقتصادي ، والوظائف ، والعدالة البيئية ، والسياسة الخارجية الاستباقية مع كل من الصين وأوروبا ، فسيكون قادرًا على تحقيق كل من جهوده المحلية والدولية. أجندات. " رغم تقاعس إدارة ترامب بشأن المناخ كان مثلا نعمة للحكومات الأسترالية المتعاقبة لأنها مزقت سياسات المناخ وفشلت في تنفيذ سياسات جديدة ، ومن المرجح أن يشعر الدبلوماسيين والشركات الأسترالية بالضيق بسبب افتقار حكومتهم للعمل المناخي بمجرد بداية مسؤولية إدارة بايدن.

 

اين نحن من الادارة الجديدة؟

 

تزايد الحديث في المنطقة العربية عن التغييرات، إذ تبرز منطقة الشرق الأوسط، كواحدة من أكثر مناطق النفوذ الأمريكي إثارة للجدل، بملفاتها الساخنة، وأزماتها التي ربما زادت تعقيدا، في ظل استقطاب إقليمي حاد، وحروب مشتعلة في عدد من البلدان العربية.ويأتي في مقدمتها الملف السعودي، بما فيه الحرب الدائرة في اليمن ، ثم قضية مقتل الكاتب ، جمال خاشقجي،ثم علاقة امريكا مع إيران، التي كانت قد شهدت اجواءا ايجابية ابان حكم الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، والذي أثمر عن الاتفاق النووي برعاية دولية، وهناك توجس سعودي وعربي من عودة الأمور لما كانت عليه إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي الديمقراطي الأسبق باراك أوباما. ناهيك عن الموقف المرتقب من إدارة بايدن، تجاه التحالف القوي الذي أقامه ترامب، مع السعودية والإمارات ومصر، وكذلك الملف الفلسطيني والسوري.المتوقع أن يستمر بايدن في سياساته الخارجية -تحديدا- كثيرا بما كانت عليه في زمن أوباما، لاسيما وان له دور في صناعتها، مع إضافات متوقعة بسبب اختلاف الزمان والمستشرف مستقبلا سيؤكد بايدن بأن دول الشرق الأوسط والعرب هم المسؤولون عن حل مشاكلهم، وألا ينتظروا حلا سحريا من أميركا، ولن يقوم بأية تدخلات عسكرية كبرى في المنطقة، وإذا استمرت الصراعات والحروب، فسيتابعها وفق حروب بالوكالة، وتوازنات القوى الدولية والإقليمية في المنطقة، وأساليب القوة الناعمة والجراحية المحددة.وبالنسبة لقضية فلسطين، فيتوقع أن يعود بايدن إلى تأكيد أهمية حل الدولتين والالتزام بالمواقف السابقة للإدارات الأميركية عامة، وأهمية التواصل مع السلطة الفلسطينية، ولن يلغي نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ومن المتوقع منه ان يشجع ويدفع باتجاه زيادة الانظمة العربية التي تطبع مع الكيان الصهيوني وربما في مقدمتها العراق، ومن المستبعد أن يبدي بايدن ليونة سريعة ومباشرة مع النظام في  إيران، وسيستمرّ في الضغط عليها وعلى القوى المتحالفة معها، وعلى الاغلب سيعاود بايدن إحياء الاتفاق النووي معها، علما ان نائبة الرئيس الجديدة كامالا هاريس كانت ممن انتقدوا ترامب بقوة لإلغائه الاتفاق مع ايران، وتعريضه لأمن ومصالح أميركا للخطر.

 

احتمالات خطيرة

 

ربما كان ترجيح كفة بايدن على حساب ترامب محسوبا (قد نخصص له مقال قادم) ذلك لان بايدن يعاني من امراض قد تمنعه من الاستمرار بادارة الولايات المتحدة ولذلك نؤكد احتمالية ان تكون كامالا هاريس نائبة للرئيس الأمريكي ليست أول سيدة وأول أمريكية سمراء البشرة وأول أمريكية من أصل آسيوي في هذا المنصب الرفيع بل ان تكون اول سيدة تقود البيت الابيض وهذه السيدة سياسية عتيدة ذات باع طويل في العدالة الجنائية اعتادت تحطيم الحواجز جعلت بايدن يختارها كنائبة له رغم قسوتها في الهجوم عليه عندما كانت تناقسه على بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة. وهي من الداعمين بشكل ملفت للكيان الصهيوني وربما ستكون ضآلتهم المنشودة في اكمال ما بدئه ترامب من خطط خطيرة لخدمة الصهاينة وهذا قد لايكون مريحا للنظام الحاكم في طهران؟؟!! الخلاصة ان على العرب وفي المقدمة منهم العراقيين  ان لا يراهنوا الا على انفسهم واهم من ذلك تصعيد النضال ضد الحكومات الجائرة للحصول على حقوقهم المغتصبة .

المشـاهدات 625   تاريخ الإضافـة 25/01/2021   رقم المحتوى 9614
أضف تقييـم