الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
من يسرقنا الان .. من سرقنا سابقاً؟
من يسرقنا الان .. من سرقنا سابقاً؟
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

العشرات من المسؤولين الفاسدين الذين تمت ادانتهم قضائياً كانوا قد غادروا العراق قبل الشروع بمحاكمتهم اثناء جمع الادلة على جرائمهم او عند افتضاح امرهم او بانتظار انتهاء فترة توظيفهم وخروجهم من الخدمة في مناصب كبيرة كانوا يحتمون بها بمباركة القوى السياسية التي مكنتهم من المسؤولية.

هؤلاء الذين فروا حاملين معهم الاموال المسروقة من ثروات العراقيين ليؤسسوا لحياة ثانية او يستكملوا حياتهم التي جاؤوا منها مع سرف الدبابابات الامريكية في اغلبهم لم يكونوا يمتلكون المال والمتاع الا ما يجود به عليهم نظام الاعانات البلدية في دول اللجوء التي استقبلتهم باعتبارهم مطاردين من نظام دكتاتوري فاشستي غالباً ما يقضي على كل من يعارضه، فآوتهم المجتمعات الغربية الى أمل توفير بيئة آمنة لهم ، لكنهم وللاسف وعلى الرغم من ما مروا به من شظف العيش والمعاناة التي يفترض انها تكون نصب اعينهم وهم يعودوا ليتسلموا زمام القيادة في بلدهم الام لتغدو نبراساً لهم في الحرص على المال العام وتقديم ما يمكن ان يقلل من الضرر الذي يعيشه ابناء وطنهم.

وزراء ومدراء وسياسيون استخفوا بالقوانين وسمحوا لانفسهم التجاوز على المال العام فتسببوا بضياع مليارات الدولارات التي لو صرفت وفق الاستحقاقات الوطنية لكان لها شأناً كبيراً في تغيير الحال نحو الاحسن ، بل وأوغلوا في سلوكياتهم الشائنة باستثمار ما سرقوه في الخارج مدعين انهم ابرياء على الرغم من صدور احكام قطعية مدعومة بالادلة والبراهين على فسادهم واستحواذهم على ذمم مالية اوكلت اليهم مستغلين الصلاحيات الممنوحة لهم.

المسؤولون الحرامية الهاربون الى اصقاع العالم يتمتعون بما سرقوا من خيرات العراقيين بلا حسيب ولا رقيب ولايجرؤ احد على المساس بهم او المطالبة بملاحقتهم واسترجاع ما سرقوه بل ما زالوا يحتفظون بصلات مهمة مع الكثير من القيادات السياسية والجهات التنفيذية من دون ان يسألوا عن حقنا المستباح.

وهو دليل قاطع على الشراكة الدائمية بين من يسرقنا الان ومن سرقنا سابقاً ليغدو السكوت عليهم جريمة اخرى ترتكب بحق العراقيين.

المشـاهدات 645   تاريخ الإضافـة 25/01/2021   رقم المحتوى 9620
أضف تقييـم