الثلاثاء 2024/4/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
الحزام وطريق الحرير..كل الطرق تؤدي الى الصين!!
الحزام وطريق الحرير..كل الطرق تؤدي الى الصين!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. أكرم سالم
النـص :

لا تنتهي النقاشات والندوات العلمية والاعلامية الخاصة بمشروع "حزام واحد طريق واحد" الذي طرحه الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2013 وتثبيته بالدستور الصيني عام 2017 الامر الذي يعكس مدى اهميته الاستراتيجية للصين ونفوذها ومصالحها الاقتصادية والسياسية. يجري هذا في مرحلة تاريخية يعاد خلالها اعادة تنظيم وهيكلة جديدة للنظام العالمي تشهد بروز تحالفات واقطاب عالمية سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا ولاسيما بين الصين وروسيا التي ترى في المشروع افقا جديدا لتحرير التجارة العالمية والاقتصاد العالمي بعيدا عن الاملاءات والقيود الامريكية.لكن الامر مازال يثير الجدل الساخن بين محوري الصين والغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. الصين من جهتها تعدّه خلاصا لتجارتها الضخمة وامداداتها الطاقوية والبترولية وتحولا او خروجا سلسا من عنق الزجاجة المتمثل بخانق قناة ملقا الواقعة بين اندونيسيا ماليزيا سنغافورا المكلف والمحفوف بالمخاطر والابتزازات وبالقواعد العسكرية الامريكية وذلك بالتواصل عبر مقتربات وطرق برية اسمتها بالحزام !! وبطرق ومسارات وموانيء بحرية تتجه شمالا نحو روسيا ومن ثم تنعطف غربا الى اوربا ، او نحو الجنوب الغربي من خلال باكستان بميناء كوادار جنوب القارة الهندية والمطل على بحر العرب والانعطاف غربا الى الخليج العربي فالعراق!! والى سورية والبحر المتوسط عبورا نحو مينائي اليونان بيرايوس ،وايطاليا تريستا!!. او نحو الغرب عبر افغانستان فايران فالعراق فسوريا ومن ثم تركيا و البحر المتوسط الى اوربا وهي الوجهة الرئيسية للبضائع والمنتجات الصينية. ويمكننا ان نتصور حجم التبادلات التجارية البينية لهذه الدول التي تفوق التصورات والخيال والتي تتعدى عشرات التريليونات من الدولارات سنويا. حتى ان الصين انشأت صندوقا ماليا استثماريا بـ 400 مليار دولار لتشجيع ودعم الانضواء لهذا المنتدى الذي اكتسح العالم باكثر من 125 دولة مجموع ناتجها المحلي  اكثر من 45% من الناتج العالمي ،وهو ما اثار حفيظة الادارة الامريكية!! التي شعرت بالتهديد الجدي من تعاظم النفوذ الصيني الاقتصادي وما يعنيه من تداعيات سياسية وعسكرية ويؤشر بشكل لا لبس فيه بان المارد الصيني قادم لامحالة  خلال سنوات ان لم يكن قد تشكل ورسخ اقدامه ومواطيء اقدامه منذ الان.وهو ما اشار اليه الكاتب الانكليزي مارتن جاكيوس بكتابه الشهير الذي وزع منه اكثر من نصف مليون نسخة واكد فيه ان الصين في حدود عام 2030 ستقود العالم وتصبح القوة الاولى والقطب القوي المحرك للاحداث الاقتصادية عالميا وترسم خارطة النظام العالمي الجديد وستكون عملتها اليوان و الرنمبي ضمن سلة العملات الصعبة الاعلى تعاملا وتفوقا في التعاملات وعقد الصفقات التجارية والاستثمارية . وعلى اساس ذلك فان القيادة الصينية ومؤسساتها وادارتها تعمل بجد وبتخطيط استراتيجي مركزي لإعداد العدة التنظيمية والتقنية وتشييد البنى التحتية اللازمة لذلك ليس على مستوى الصين وحسب وانما خارج الصين ولاسيما منفذها الحيوي التاريخي المتمثل بإحياء طريق الحرير و باعادة بناء منافذها التي تجسدت بمادرة " حزام واحد طريق واحد" او الحزام والطريق . من جهتنا نحن في العراق لابد ان نستعد لذلك بل يتعين علينا  الدخول مدخلا قويا فاعلا يوازي اهمية موقع العراق الجيوسياسي المحوري في هذا المشروع الصيني العالمي كما دخلت دول محور المشروع الاخرى مثل روسيا وايران وايطاليا واليونان وافغانستان وباكستان وسوريا وتركيا وغيرها!! من خلال توظيف واستكمال بناء ميناء الفاو الكبير وملحقاته من بنى تحتية اخرى متواصله معه والمتمثلة بمئات الارصفة البحرية والآليات و باكثر من 12 سكة حديدية للقطارات فائقة السرعة مع مخازن كبرى وطرق برية استراتيجية وانفاق وجسور ومعامل داعمة ومدن صناعية ومحطات كهربائية طاقوية وغيرها من استثمارات وهو ما يوفر ملايين فرص العمل لمواطنينا العراقيين ويجلب للعراق موارد وثروات طائلة بلا ادنى شك ويكسب العراق مرونة عظمى في التحول من الاقتصاد الريعي البترولي الى الاندماج العضوي مع الاقتصاد العالمي المتشكل عبر بوابة المشروع الصيني العالمي الجديد (حزام واحد طريق واحد )او ما يعرف تاريخيا بطريق الحرير ، اذ ان العراق دولة محورية مهمة بهذا المشروع حسب تصميمه من خلال منفذين حيويين يمر الاول عبر ميناء الفاو الكبير بالبصرة جنوبا ،ويمر الثاني شمال بغداد قادم عبر الحدود الايرانية . ولابد لنا من تعميق الوعي بأهمية هذا المشروع الكفيل بدمج الاقتصاد العراقي بالنظام العالمي الجديد المتشكل عبر بوابة القطب الصيني الصاعد. كذلك التيقظ العالي ازاء خطورة الحملات الدعائية الامريكية المضادة لهذا التوجه فالعالم يشهد الان حربا اعلامية نفسية بين المحورين الصيني الروسي من جهة والمحور الامريكي من جهة مقابلة و الذي اخذ يفقد زمام المبادرة وبخاصة في انخراط المزيد من الدول الغربية للمحور الصيني المتعاظم مثل المانيا وايطاليا وهولندا واليونان وجارتها اللدودة تركيا هذه الدول التي تضع مصالحها ومصالح اوربا فوق كل اعتبار وفي ضوء التحولات الكبرى في المشهد العالمي ومتغيراته الجارية.وبالتالي لابد لنا ان نتساءل: اين موقعنا وموقفنا كعراقيين من كل ما يجري من حراك ديناميكي متسارع في هذا الشأن الحيوي اذ نحن معنيون بالمباشر بذلك ؟ وهل بإمكاننا تدارك الاخطاء والهفوات الاستراتيجية التي ارتكبت منذ اطلاق مشروع(حزام واحد طريق واحد) عام 2013 ؟ واللحاق بقطار العالم الجديد..نعم الجديد المتسارع بلا انتظار للواقفين على الهامش بلا اكتراث؟؟

المشـاهدات 576   تاريخ الإضافـة 20/02/2021   رقم المحتوى 9875
أضف تقييـم