أضحى ما  لا يقبل أدنى  شك - لمن ينظر للمستقبل بأكثر من باصرة - أن برامج التحوّل الرقمي  هي  الضمان الحتمي و الأكيد   في عموم  قضايا و شؤون  أسواق العمل عبر واجبات  و ضرورات  إدماج الشباب -  شباب العراق ، تحديداً ، فيما  يتعلّق  بظروفنا و أحوالنا  الراهنة ، و ما نحن ساعون  من أجل التذكير به - بغية بناء  قدراتهم  سعياً للمساهمة في  واقع  هذه التحوّلات السريعة  و مساعدتهم بالعمل و الحث  للدخول في  برامج تدريبية جديدة  من شأنها  فتح  عيونهم و توسيع  مداركهم حول  مجريات هذا التحوّل المصيري الحاسم و القائم على المعرفة و الذكاء ، شاء أن شاهدتُ  منتصف  كانون  ثاني هذا العام لقاء  في " قناة الشرقيّة " أخي  و صديق البروفيسور ضياء ماجد الجميلي  أستاذ الذكاء الاصطناعي / مساعد عميد كلية الهندسة و التكنولوجيا في جامعة ليفربول /جون مورس البريطانية / العضو المؤسس في  نقابة المهندسين العالمية IEEE / الخبير المعتمد في تكنولوجيا المعلومات / زميل في إكاديمية التعليم العالي بالمملكة المتحدة ، بمناسبة  تكرّيمه  - بداية العام الحالي-  عبر  نيله وسام الأمبراطورية البريطانية بأوامر من الملكة اليزابيث الثانية بدرجة O.B.E ولقب علمي ، فضلا عن كونه أحد أعضاء شبكة العلماء العراقيين في الخارج ، وكان قد  تحدّث  عن مكامن برنامج خلاّق لتوّئمة  بعض  الأقسام العلمية في عدد من الجامعات العراقية  مع  أقسام مناظره  لها في جامعات أوروبية وقد أبدى هذا العقل  العبقري  لعراقي الأصيل إستعداده للتعاون مع الجامعات الأخرى  لتحقيق  مرامي هذا الهدف السامي الذي يسهم  في  جعل شهادة الخريج العراقي مفتاح لدخوله الى عالم التحوّل الرقمي  بما يتيح له  الحصول على  فرصة عمل تتسواق  مع توّجهات  و آليات السوق  العالمي  داخل و خارج العراق ، بغية  تعزيز دورهم  في بناء إقتصاد بلادنا في أن يصبحوا  قادة أعمال في  عالم  التحوّل الرقمي السريع ، ومع ما ورد  فثمة فرصة ثمينة وجدتها  تتلاقى و تتلائم مع  توّجهات ما جاء  ينشده " البرفيسور الجميلي " و تتمظهر و البرنامج الخاص  بهذا النوع من  التحّول الرقمي الذي تتبناه و تقوده رابطة المصارف العراقية الخاصة  بدعم مباشر من  صندوق " تمكين " المنضوي  تحت مظلة  البنك  المركزي  العراقي ، كونه مشروعاً رائعاً و بنّاءاً يعمل بالتنسيق مع  جامعات عراقية متميزة  يشي  بمنح عددٍ منها فُرص أشراك  طلابها في برامج تدريب متطوّرة تغطي الكثير من التخصصات الحديثة عبر تقدّمها مثل هذه البرامج التدريبيّة من خلال أكبر منصات التدريب الكتروني " الرقمي "  العالميّة متمثلاً بشركة " كورسيرا Coursera.Org. "، أقرًّ بأن  كلا المشروعين  تركا عندي يقيناً و إنطباعاً عميقاً يؤشّر فيه سهم التفاؤل و الإنشراح صوب التفكير بخلق  قادة أعمال عراقيين  في  مختلف المجالات  العلمية أو العملية ، يسهمون في بناء إقتصاد معرفي يسعى لإنقاذ  العراق من  درك الإعتماد على  الإقتصاد الريعي المتمثل بدخله الوحيد واليتيم " بيع النفط " مقابل استيراد الاحتياجات الضرورية ، بدل الإنطلاق نحو حياة أشمل و أفضل ، من مغبة الإكتفاء  و رضى القبول الراضخ  بواقع  حياة  معيشة هشة غير قادرة  على التواصل  و التفاعل مع أنساق عالم  اليوم ، الذي وصل  في الكثير من بلدان  العالم المُتقدم إلى ما يعرف ب" رفاهية الحيوانات ".

Hasanhameed2000@yahoo.com