النـص : يتوهم كثر أن المرأة اخذت دورها بالكامل لمجرد أنهم رأوها ترتدي البنطال وتضع بعض المكياج وتسير لوحدها في الشارع وتتسوق وتقود السيارة وتذهب الى العمل ويمكن ان تسافر لوحدها، ويتضاعف وهم هولاء حين يتجاهلون ان ذلك هو حق طبيعي لها ويمكنها ان تمارسه في حدود القوانين والتشريعات السماوية والوضعية وليس هو منة من أحد حتى لو منعت عن هذه الحقوق من قبل فئة متعجرفة من الرجال الحمقى المدعين القيمومية عليها بوصفها عورة يتناسونها عند الفورة وعندما يفورون يركعون على قدميها وحين تهدأ الفورة يعيدونها الى وضعها الطبيعي بوصفها مجرد عورة.هذه الاشكالية جعلت المرأة مضطهدة وممنوعة من حقوقها الكبرى في صناعة القرار والمشاركة والمساواة في الحقوق والواجبات وهي حقوق تاخرت مجتمعاتنا العربية والشرقية في تأمينها على مر العصور، وهو مايؤرق القوى النسوية والناشطين والمدافعين عن الحريات والحقوق الدستورية، بينما وصل الامر في اوربا الى وجود قوانين تجعل المرأة بعيدة عن اي اضطهاد ولديها حصانة مجتمعية وتعيش بطريقة لائقة ومحترمة بعيدا عن السبي والبيع والشراء والاغتصاب باسم الدين والمعارك والنقاب والتعتيم والضرب وزواج القاصرات.حتى المراة المثقفة والصحفية تعيش في نوع من الاضطهاد والظلم غير المسبوق وتعاني من تحجيم لدورها ومنعها من ان تكون في المكانة التي تليق بها حتى على مستوى الاشادة بدورها وحضورها وتكريمها في المناسبات بعيدا عن طابع المزاجية والاختيار الشكلي غير اللائق والموضوعي الذي يجعل منها مجرد رقم عابر او صورة ليست متكاملة ومنتقصة لحق المراة المبدعة والمضحية والصابرة والمناصرة لقضايا الوطن والمدافعة عن مبادئها الانسانية..اذا كان من احد جادا في خدمة قضايا المراة فلينصفها لا ان يفكر فقط في كونها سلعة تباع وتشترى.
|