الثلاثاء 2024/4/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
فوق المعلق السلبية المفرطة والايجابية الحالمة
فوق المعلق السلبية المفرطة والايجابية الحالمة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب دكتور صباح ناهي
النـص :

هل هناك وقت لاصلاح ما أفسد الدهر ؟ ام ان الدهر تمكن من بلادنا فحولهّا  الى أنقاض ، وخردة مرمية في الشوارع وتمتد على طول الحقول والمزارع عبثا ً ، كم اسال نفسي وانا اجوب مدن الوطن الحزينة الذي لا مناص من العودة اليها ، حيت أتذكر اغنية ( ما احلى الرجوع اليه )،

 لكنك تصطدم بظاهرة لايمكن تجاهلها وهي أن الزمن الحضاري والتطور المدني والاستقرار السياسي، يكاد ان يكون مشلولاً  او متوقفاً ، وتشعر بان خطوات الناس وئيدة غارقة في الاعياء الاجتماعي والوجع الحضاري والانين الرومانسي والحنين الى وطن رسم بذاكرتهم احلى وأجمل عالم ملون خط بذكريات الامس ، المحتضر على اسوار الوجع والعوز  والامال الضائعة ،

هل من حل ؟

تسأل من حولك ،  وانت محدق في جوف المدينة وبين جسورها العشر التي رسمت لمئة عام لتستحيل لوحة لم تصلها مدن اخرى !

يالسحرها رغم وقوفها خذلى امام واقع لاتعرفه وشخوص لم تفقه قيمتها بعد،

المدن الحية تنتج عوالمها وتنمي تفاعلاتها نحو التطور ، حين ترى منافسة المدن الاخرى وتفاخرها او تشمت بفقدان شبابها وتجدد رونقها وهي تتالق تؤرقها الحداثة والنمو، التي خبرتها دهور ، وكانت الغيمة التي حيثما امطرت يكون خراجها لارضها ، في حين تخبو مدينتك و تفتقد لتاريخ ونكهة الماضي التي هي ميزة العاصمة مثلا صارخا ًبكل إرثها  وعنفوان تاريخها الذي صنعه الكبار ، ممن كتبوا اسطورة وطن بمدى الشمس ، وقصائد المجد المفصلة عليها ، رغم تعفرها بغبار الحروب ونثار طرقاتها وهي تعدو صوب لملمة جراحها ،تحاول ما انفكت من مزاولة رحلة التجدد رغم النزف والابناء العاقين والاخوة الاعداء ، 

لا تحتاج المدن العراقية الى اكثر من عودة مهندسها وعمالها المهرة ومحببها الذين يدركون على اي جدار يقفون كي يرسموا من جديد لوحة القدر العراقي الذي ينهض من الرماد ، بمجرد صحوة وطن وارادة شعب .

هل يمكن ذلك؟

 ، هل هناك وقت متبقي ؟ هل ثمة زمن يسمح بمواصلة رحلة البناء والاعمار؟  والعودة الى مشهد التفاخر بان مدينتك هي الاولى بالنظافة والاناقة ، والتعليم ، وكل شعبها يقرأ ويكتب دون ترجمان ، بل ويعلّم عواصم بعيدة لغة الضاد وتاريخ العلوم وفلسفة التصوف وشروح المفسرين لتبقى تحتكر الخصوصية التاريخية الاكثر اعتدادا ً بماضيها وحاضرها وترسم طريق مستقبلها ؟

احلام قال صاحبي الذي انهكه الزمن الافل وهو محملاً باعباء الثمانين وهو يكتب رسالة لولده في اقاصي العالم طلبا للرزق والعيش الامن ، قال ؛ لعلك تحلم او تعلم بأن الانية الجميلة لاتعاد حين تنكسر ، وراح يردد قول المعري ؛  ( تحطمنا الايام كأننا زجاج لايعاد له سبك )

ثم تستوقف تشاؤمه لافته يرفعها فتى نزل للتو من جسر الناصرية اودعته امه شيلتها ليعلق لافتة رفعها أخيه الشهيد ( نريد وطن ) في قلب التحرير ، اامكان الذي صار تعويذة المناضلين ،  وراح قلب الشيخ ينبض من جديد وتعود بسمته الغائبة، ليصرخ مع الاخرين ، لدينا وطن .،لدينا وطن ، مابالكم اان ترونه ظ؟ إنه احسن وطن ..أحسن وطن ،ليختفي بين الماره مكرراً عبارته ، وانا اقف متسمرا ً،ايهم ابقى ، الشارع ام الهتاف ؟ ام ذلك الشيخ الذي جرفته الحشود  !؟

المشـاهدات 698   تاريخ الإضافـة 31/03/2021   رقم المحتوى 10293
أضف تقييـم