حدثني الزميل المخرج التلفزيوني ( طالب السيد) قبل عشرة اعوام مضت تقريباً ، عن حكاية طريفة وبليغة تتعلق باعجاب السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الاسلامية في ايران بالشعر الشعبي العراقي ، وحفظه لنصوص منه..!

وفحوى تلك الحكاية يتلخص بالاتي : ففي واحدة من الاحتفالات العامة بذكرى ولادة امير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع) التي حضرها السيد المرشد وعقدت في احدى قاعات طهران قبل اكثر من ( 10 ) سنوات مضت ، وكان اكثر المشاركين فيها من الادباء الشباب، حيث اوضح لهم السيد ، انه معجب تمام الاعجاب بمعاني الشعر الشعبي العراقي ، مما دفعه ذلك الاعجاب لأن يحفظ نصوصاً مختارة  منه على ظهر قلب ..

وركز السيد في حديثه على لون واحد من ألوان الشعر الشعبي ، هو ( الابوذيه) الذي يشترط في نظم البيت الواحد منه توفر  ثلاثة جناسات ، اي كلماتها متشابهة لكن معانيها مختلفة ويقفل بيت الابوذية عادة بياء وهاء مهملة ( من دون نقاط) مثل( حميه ،قضيه ، سريه، منيه) الخ..

واورد لهم مثالاً على الجناس مفردة ( شعبان) التي رددها إمام الجمهور ( 3) مرات ، موضحاً ان المعاني تختلف فيها عن الاخرى وهكذا..

وبعدها فقد اورد السيد نموذجاً من الابوذيه المعبرة الذي القاه بصوته وباللهجة العراقية ، مما اثار الاعجاب والارتياح لدى المشاركين في ذلك الاحتفال ونص البيت هو:

لمع فانوس خدك ..والله ليله

(البرد )بشفاك (يدعج )والله ليله

مضت ليله بوصالك والله ليله

عثر بيهه الدهر واحواك اليه

وللحقيقة والتاريخ فأن هذا البيت البليغ هو لشاعر الشطرة الراحل جواد الجياشي ، صاحب عشرات الابيات المماثلة الأخرى ، التي مازالت تلهج بها السنة  وذاكرة متذوقي  غرر ودرر الادب الشعبي العراقي الخالد ، الذي تدخل معانيه الى اعماق المشاعر والاحاسيس المرهفة ، وما حكاية السيد هذه الا مثالاً ساطعاً على ذلك..

*ملاحظة:

-( البرد) يقصد بالاسنان ناصعة البياض التي تشبه حبات البرد الثلجية الساقطة من السماء على الارض.

 -( يدعج) يقصد  صاحب العيون السوداء ذي الرموش الطويلة..

( عادل العرداوي)

نازل

نازل ياقطار الشوگ

ذبني إباب مدرستي

روحي إشتهت ذاك الباب

نسیت إهناك سالفتي

سالفتي بدت مناك

یا أول حلم چنتي

يدار ودور أول يوم

ودارت وإنتي مادرتي

يا جنطه وقلم وحزام

ما سجلت حته اهواچ

انتي بروحي سجلتي

واگعد وانتظر بالباب

اتاني حلة الطلاب

وادخل للصفوف ابشوگ

بلكت الگه بیهه اكتاب 

بلكت رحله تذكرني

بلكت الگه هندستي

بلكت اسمي بعده اهناك

بلكت احل مسألتي

بعدهه رويحتي اتشوفچ

مكان البي قصر چنتي

وبعده الجرس من ايدك

ارجع من بدت سنتي

عليچ بغرفة المرسم

عليچ بهوسة الحانوت

عليچ ابكل عمرنا الراح

ردي مثل ماچنتي

شاعر مجهول

الشاعر

الشعر علكم يجرع الروح غصبن عالينظمونه

الشعر قاسي اوعذب مرات غذاء الروح تدرونه

الشعر بلسم كلب مجروح للعاشك يوصفونه

الشعر لو ما شعور الناس ابد ماعرفوا افنونه

الشاعر يصدك امن ايكول يشيل الجبل بمتونه

الشاعر يحمل اللوعات تلكه الفرح بعيونه

حساس اوترف اطباع الدمعه اتلوذ بجفونه

الشاعر شمعه بيد الناس يشعلونه ويطفونه...

ومثل كطف الجكاره ايصير من تخلص يكطفونه

المرحوم حسين السلامي

ثبات

أعله موقفنه بقينه او ما تخلينه

او ويه الروج ما سبحت قوافينه

أهواي إلي مشوا عل كشخه والدولار

او زاعلنه المشي أبكل دَرب ماشينه

او مِسحنه الأثر من أعتاب الأولايات

او عِصبنه أعيونه عل لا تدلينه

او گَصينه رِجلينه، خافن أتحن يوم

او ورآنه ركضوا او ما لحگوا بينه

او بِعنه أيامنه العتگن إبلايه أحساب

او بقينه أعله موقفنه الگَبلَ شارينه

إي برواحنه وبدمنه والدمعات

چانن هيچ حد ما كُبر ماضينه.

صادق العگيلي