أضيف بواسـطة addustor

المجتمعات الحية هي تلك المجتمعات التي تجعل الفرد عنصرا رئيسيا   في بناء المجتمع وهو جزء من المجتمع وليس كله ، وفي مجتمعنا المبتلى بكل ما هو دخيل ووضيع من تصرف وسلوك وخاصة خلال فترة غياب الدولة وهيبة القانون نرى في مجتمعنا غياب أهم عوامل ديمومته وبقائه ألا وهو عامل الوعي المجتمعي الذي يبدأ من العائلة إلى المدرسة و الدائرة والوظيفية  فعندما يكون الوعي المجتمعي حاضرا وسليما  يكون موظف الدولة  في دائرته موظف خدمة عامة وليس إقطاعيا يتصرف بمكان عمله كيفما يشاء ، وإذا كان الوعي المجتمعي  سليما فأن كل قيم المجتمع تبقى سليمة  فلا سرقة للمال العام لان له حرمة ، ولا رشوة ولا تزوير ولا كذب لهذا السياسي أو ذاك  لان المجتمع الواعي موجود وإذا حضر هذا المجتمع فأن الجميع  يعلم أن ضمير المجتمع سيراقب عمله ويحاسبه  ومن هنا يبدأ بناء الوطن على وفق الأسس الصحيحة أما في أيامنا هذه فأن كل شيء أصبح مفتوح النهايات وبلا محددات وان وجدت هذه المحددات فأنها  ديكورات لتزين صورة أو منظر طبيعي لا أكثر.

 فغياب الوعي المجتمعي هو الذي أوصل البلد إلى ما هو عليه من تفشي كل الظواهر السلبية فليس غريبا أن نشاهد من على شاشات التلفزة جرائم سرقة المال العام بمئات ملايين الدولارات بعقود واضحة الفساد وحتى إن المرء بات معتادا على سماع ومشاهدة استجوابات في مجلس النواب لهذا المسؤول أو ذاك  لكن النتيجة كما يقول المثل (  كأنك يا أبو زيد ما غزيت)  والامثلة كثيرة في هذا المجال .فلو كان الوعي المجتمعي حاضرا لطالب بتطبيق مبدأ (من أين لك هذا؟) ولجعل مقولة الإمام علي عليه السلام عندما دخل الكوفة (لقد جئتكم بثوبي هذا فإن انا خرجت بغيره فاعلموا اني سارق ).

 

 اليس من حق الشعب المطالبة بمحاسبة كل رموز الفساد ومن يقف وراء العقود الفاسدة في العراق  منذ 2003 ولحد اليوم والتي ضيعت أكثر من ترليون دولار من أموال الشعب وهو اليوم يعيش كوارث ذلك الفساد  الذي طال كل شيء وكل مرافق الحياة.

 لكن لابد  للوعي المجتمعي إن يحضر  بقوة لمواجهة  كل الكتل والأحزاب والقوى المهيمنة على كل شيء  فلا وجود لتفويض الهي لهذا الحزب أو ذاك او هذه الكتلة أو ذلك الشخص ما دمنا عراقيين.

 و كان الله في العام.

المشـاهدات 824   تاريخ الإضافـة 07/04/2021 - 22:49   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 14:06   رقم المحتوى 10568
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016