أضيف بواسـطة addustor

تعودت ان اراجع ما انجزه  من  كتابات اعلامية  ونقدية او اعمال فنية ونصوص درامية  اوبحوث علمية  بما في ذلك عمودي الاسبوعي هنا  بصحيفة الدستور   الذي  جعلني اكون قريبا من وقع الشارع العراقي  وهنا  عبرت حدود الكتابة في تخصصي  بمجال النقد الثقافي الى ميدان السياسة والمجتمع  وهو  ما املته علينا ظروف الواقع  والمتغيرات السياسية وتحولات المجتمع والتطورات التقنية والاتصالية التي جعلت كل شىء يرتبط بالاعلام  والمعلوماتية  والتنافس  للحصول على الخبر الجديد  والعاجل من خلال هيمنة وسائل الاتصال الالكترونية وما يجري عبرها من تلاعب في العقول على حد قول

هربرت شيللر وكيف يحدث التضليل الاعلامي وصناعة الوعي المعلب وبالتالي كيف يتم التحكم  بالرأي العام وجذبه صوب الاهداف المرسومة ، بعض الاصدقاء والزملاء ممن يتابعون مقالاتي والذين  استأنس بملاحظاتهم التي تصلني منهم  لكن ثمة ملاحظة تتكرر  من احد الاصدقاء  في ختام رأيه مفادها  ( ياصديقي وما فائدة الكتابة ومن يقرأ ؟!)

بصراحة هذه العبارة استفزتني كثيرا  الامر الذي جعلني اتصل بهذا الصديق بغية التحاور معه ولعل حوارنا  يقنعه بجدوى الكتابة  ويكون لجهدنا ونشر افكارنا وتقصينا للواقع ورصد الظواهر الايجابية منها والسلبية وبالتالي بلورة رأي او تقديم مقترح لهذه الجهة او تلك الوزارة  او بما يتضمنه العمود  من اشادة بانجاز  وطني مرة  او ربما تنبيه وتحذير من خطورة  فعل ما او تجاوز على  القانون  والنظام  واغفال حق المواطن  او ما يستجد من احداث وتراكم في الازمات  مرة اخرى ، وفي خضم هذه الاحدات  لابد ان يكون للاعلام دور فاعل  وان يواكب ذلك في نقل الاخبار ونشر الحقائق بكل جرأة وصدق ، 

هنا اعاد صديقي عبارته وما الفائدة  من ذلك ان لم يكن هناك رد فعل مناسب لما تكتبون  ؟ كم من المقالات كتبت  ، هل  تلقيت يوما ردا من الجهة  صاحبة العلاقة او كان لكلماتك وقع اثر لدى ايجاب القرار ؟  ام انها مجرد حبر على ورق الصحافة او نشر في مواقع التواصل  الالكتروني  ؟ 

قلت له  ان الاعلام كان وما يزال حاجة و  ضرورة اجتماعية فهو  وسيط هام في تلقي المعلومات والاخبار وان امتلاك المعلومة يشكل  عامل  قوة للفرد

وان معرفة ما يدور حولك  يساهم بل يساعدك على  المواجهة وتحديد نوع السلوك الذي تختار ويمنحك نوعا من الحصانة ازاء ما يحيط بك من احداث

فقال : ياصديقي ان اعلام السلطة هو المهيمن ويفعل ما يريد  بل يبرر  لكل ما ترصدونه من خلل واخطاء في ادارات الدولة ومفاصلها وهو لقادر على تقديم الحجج والادعاءات وربما  اصبح هذا هو مهمة الاعلام الرسمي ان يختص بمدح السلطة وايجاد المبررات لافعالها  واقناع الناس  بكل ما تقوم به سلبا كان ام ايجابا

فلم الكتابة ؟

قلت له ياصديقي ان الاعلام الجديد كسر احتكار اعلام السلطة وفتت مركزيتها  بل اضعف هيمنتها  وما تطالعه اليوم  من حضور وتواصل هو اعلام المواطن الذي اصبح الراصد والموجه للرأي العام كونه الفاعل الاساسي في العملية التواصلية شرط ان يراعي اسس ومتطلبات

 الرسالة الاعلامية الجادة التي تؤكد على نقل الحقيقة و المشاركة الاجتماعية في احداث عملية التغيير وترصين الاستراتيجية والتنمية والبناء والتطور

فقال صديقي اذا كان الاعلام يحقق كل ذلك  فأنا اعتذر  واقول لك  فلتكتب اذن وسأنتظر منك  مقالا جديدا .

المشـاهدات 610   تاريخ الإضافـة 10/04/2021 - 01:42   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 18:30   رقم المحتوى 10603
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016