روما ـ علي النعيمي

نجحت الكرة العراقية في الحصول على مقعد جديد في دوري المجاميع للأندية الابطال الى جانب فريق الشرطة، بعد تأهل القوة الجوية على حساب الوحدة السعودي بفارق ركلات الجزاء الترجيحية، في حين اخفق الزوراء في الظفر ببطاقة ملحق الابطال بعد خسارته امام الوحدة الاماراتي بهدف مقابل هدفين، واقعاً ان هاتين المباراتين كانتا في غاية الاهمية كونهما اعادت روح التنافس العالي لقطبي الكرة المحلية على المستوى القاري ومنحت الثقة العالية للاعبينا المحليين في الحضور والتألق والذين لا يختلقون عن نظرائهم في تلك الأندية الخليجية وبقّيت ان الفوارق الفنية في هكذا تجمعات تكمن وتظهر في اللاعبين المحترفين، ما سيولد الحافز والدافعية للقيثارة الخضراء والكتيبة الزرقاء في المضي قدما بما يمتلكانه من لاعبين  محليين يمثلون الصفوة والركائز الاساسية في المنتخب الوطني وعليه بات لازما على الاعلام والجميع  تعزيز الثقة في نفوسهم كونهم لا يقلون شأنا عن بقية اندية القارة الصفراء ويكفي ان الشرطة كان نداً قوياً في النسخة السابقة التي جمعته بالاستقلال الايراني والأهلي السعودي والمنسحب الوحدة الاماراتي.

منهجية الزوراء

لم يكن الزوراء سيئاً في مواجهة الوحدة الاماراتي التي دخلها بستراتيجية دفاعية واضحة وبدأ راضي شنيشل بنظام لعب 4-3-3 يميل الى تكوين كتلة عددية متراصة من اللاعبين في ملعبه بتقارب رباعي الدفاعي و بثلاثي يبدأ بزاهر ميداني امامه كل من احمد فاضل ومهدي كامل مع انضمام لاعبي الطرف حسين علي وعلاء عبد الزهرة لإسناد الظهيرين وترك الحرية الى مهند عبد الرحيم ، لتقارب الصفوف وعلى الرغم من التحفظ لكن كتيبة النوارس البيضاء كانت خطرة في تطوير الهجمات وآلية الوصول الى مرمى الحارس الشامسي واستطاع احراز هدف التقدم عن طريق علاء عبد الزهرة وقد نظم الزوراء الكرة في 62 حالة لعب في ملعب المنافس منها 27 محاولة في ثلث الوحدة الدفاعي وعشر حالات في داخل منطقة جزائه لاسيما عندما يتحول مهدي كامل الى العمق خلف الثنائي عبد الرحيم وعبد الزهرة ويسمح المجال الى ضرغام في الصعود مع تحركات حسين علي.

مشكلات النوارس

بيد ان مشكلة النوارس الحقيقية كانت في صعوبة معالجة الكرات الاماراتية التي كان يتسلمها الفريق بين خطي الوسط والدفاع على الرغم من التقارب الواضح بين الخطوط والحد من خطورة إسماعيل مطر ايقونة الكرة الاماراتية الذي كان بارعا ومميزا في الاستلام وتطوير الهجمات في تلك البقعة الحيوية من العمق الزورائي وطريقة تحرره بكل سهولة من الرقابة والتمرير الى عمر خربين او ميونغ لي و خليل إبراهيم والرهان على الحل الفردي في مواجهة قلبي الدفاع حويبيب وعباس قاسم واستمرت هذه المعضلة رغم التبديلات التي اجراها راضي شنيشل حتى مع دخول محمد رضا وعلي رحيم وعماد محسن فقد بقيت هذه المشكلة وهذه ما توضحه أرقام واحصائيات هذه المواجهة التي أظهرت ان الوحدة الاماراتي ( نّظم اللعب وتبادل كراته 80 مرة في النصف الدفاعي لنادي الزوراء وتسلم الكرة في الثلث الدفاعي بين خطي دفاع ووسط الزوراء 37 مرة) ، بينما تظهر الأرقام ان لاعب خط وسط الزوراء زاهر ميداني فقد الكرة في ثلاث مناسبات واستعادها مرتين وعمل عشرة تحديات دفاعية منها أربع محاولات فاشلة وست ناجحة وقد اعترض المنافس ثلاث محاولات وقطع مسار كرة الوحدة ثلاث مرات ايضا، اما في  ما يخص احمد فاضل الذي لم يكن فعالا فقد خسر كرته في ملعبه في أربع مناسبات ونجح في استعادتها ثلاث مرات ودخل مع المنافس في عشر حالات للتحدي الدفاعي خمس منها كانت ناجحة واعترض المنافس في مختلف انحاء الملعب ست مرات أربع منها ناجحة .

الجوية المتألق

في المباراة الثانية خطف الجوية بطاقة الملحق وافلح في ادراك التعادل عند الدقيقة 91 بواسطة ايمن حسين ، الشوط الاول كان لصالح الوحدة السعودي وقد نجح المدرب اليوناني دونيس من الإفادة من أسلوب لعبه القائم على التنظيم الدفاعي والقتال على الكرة في وسط الملعب ومن ثم التحولات السريعة الى الامام (الهجمات المرتدة او السريعة) وقد واجه ثلاثي الدفاع احسان الحداد واحمد إبراهيم وميثم جبار صعوبة كبيرة في مواجهة تلك الانتقالات السريعة بقيادة الثنائي المحترف رأس الحربة يوسف نياكاتي والمهاجم الثاني أنسيلمو ولاعبي الطرف الأسترالي بيتراتوس وحسين العيسى ومن خلفهم علاء الحاج وقد سنح المجال لهم لتسجيل هدف التقدم عبر نياكاتي.

معاناة ثم تصحيح

عانى الجوية من اخراج الكرة التي فقدها في 99 محاولة طيلة وقت المواجهة  منها 11 مرة خلال الشوط الاول  لكن المجريات الخططية تباينت بعد الدقيقة 73 لاسيما بعد التغييرات العديدة التي اجراها مدرب الوحدة بإخراج العيسى والبرازيلي أنسيلمو وعلاء الحاج ما سهل من مهمة أيوب اوديشو في تسيير المباراة لصالحه طيلة الشوطين الاضافيين بعد انخفاض المنسوب اللياقي للفريق السعودي اذ استعاد الفريق الازرق زمام المبادرة والعودة ثانية الى التحضير ومسك الميدان مع قطع مسار الكرات وتطوير حالات الضغط على حامل الكرة بعد دخول ايمن حسين والثنائي الحيوي الفعال حسين جبار ولؤي العاني لاسيما الاخير اذ انتزع الكرة لوحده   في 8 حالات مؤثرة  واعترض منافسه ثلاث مرات في مناطق حيوية وقطع مسار الكرة في خمس محاولات، وقد صبت  الحيازة على الكرة لمصلحة الصقور بنسبة 55 بالمئة مقابل 45 بالمئة للفريق المنافس كما مرر الجوية 620  تمريرة منها 488  تمريرة صحيحة كما استعاد الكرة 51 خلال الشوط الثاني والشوطين الاضافيين منها 10 حالات في ملعب الوحدة السعودي كذلك وصول لاعبو الجوية بكراتهم الى الثلث الدفاعي للفريق المنافس 45 مرة منها 15 مرة في منطقة الجزاء.