الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
وراء القصد ميناء عل سكين
وراء القصد ميناء عل سكين
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

مع بدء موسم الرقي في العراق , وصياح بائعيه للترغيب بالبيع شرط السكين , ذهب رئيس الوزراء الى البصرة واعلن عن البدء بتنفيذ مشروع الفاو , وحمل معه احلام عراقيين باكمال هذا المشروع للتخلص من اشاعات المؤامرة العالمية او الاقليمية على العراق كي لا ينجز ميناء الفاو , وتورط عدد غير قليل بما تم تسويقه "المؤامرة" ضد العراق واقتصاده .

ونحن كعراقيين نعرف تماما ان هذا الميناء تأخر تنفيذه لاسباب تعود الى تبعية بعض السياسيين العراقيين لجهات اقليمية ودول جوار وتنفيذ ماربهم في العراق , فضلا عن فساد الاحزاب والجهات المعنية, والتي تؤخر انجاز المشروع ما لم تستحصل على قيمة رشاوى تحددها سلفا للموافقة على اي مشروع .

بل ان بنية النظام السياسي الذي جاء بالكاظمي كما جاء بمن قبله الى رئاسة الوزراء , وسبيل المحاصصة الذي خطط له المحتل لاعتماده سياقا وسلوكا سياسيا دخيلا على العراق , وما ادى ذلك الى ان يفقد العراق سيادته نتيجة تدخل دول جوار بابسط قرارات من الممكن ان يقدم عليها ابسط موظف حكومي , ان بنية هذا النظام السياسي هي التي تؤخر انجاز المشاريع , وليس المؤامرات الاقليمية او العالمية. 

اليوم نحن نحتاج الى مشروع عل سكين نضمن فيه انه سيكون ناجحا , وكان هذا واجب رئيس الوزراء الذي اندفع مباشرة نحو تويتر ليتفاخر بقوله : انه زمن الافعال لا الاقوال , في كناية عن انه سينجز ويفعل وليس مثل من سبقه الذين كانوا عبارة عن ظواهر صوتية فقط لانجاز ميناء الفاو.

سكين الكاظمي لم تطمئن العراقيين كما تفعل سكين بائع الرقي , حيث لم يكشف عن السبب وراء تأخر تنفيذ المشروع طيلة عقد ونصف من السنوات , كما لم يتحل بالجرأة لمصارحة شعبه بالجهة التي سعت الى تأخير تنفيذ المشروع , ولم يتأكد العراقيون بعد من زعم بعض السياسيين بتورط دول جوار بتأخر تنفيذ المشروع , فكانت سكين الكاظمي ميتة دون ان تطمئن اهل الدار باكتمال المشروع , وربما ستكون منصة الاشارة لتنفيذ المشروع كتلك التي تركها خلف عبد الصمد وما زال يتندر عليها البصريون. 

يستطيع الكاظمي ان يتخذ طريق الاعتراف بدلا من الشعارات التي لم تعط العراقيين اية بارقة امل . وباعتباره قد وصل الى رئاسة الوزراء من خلال جهاز المخابرات فان ملف ميناء الفاو والتدخلات الخارجية لتعطيله يفترض ان يكون قد نال اهتمام جهازه وانه اطلع على تقارير بهذا الشان , كل هذا لم يصرح به الكاظمي واكتفى بتواجده مع طاقم وزرائه المعنيين ومصوره وتغريدته الثورية , ليس الا.

طالما عرف العراقيون وحسب تجاربهم السابقة بان كل الذين يكلفون بمسؤولية ما يلتزمون الصمت لكنهم يتذكرون ان لهم لسانا فصيحا وذاكرة جبارة وجرأة قد تصل الى الوقاحة احيانا , فور ازاحتهم من المنصب على اعتبار ان ثقافة الاستقالة غير موجودة عند السياسيين العراقيين , وبالتالي اننا جميعا سننتظر اليوم الذي سيزاح به الكاظمي عن منصب رئاسة الوزراء , وان يجلس دون عمل , كي يخرج علينا على شاشة احدى الفضائيات ليتحدث عن تحديات فترة وجوده في رئاسة الوزراء , وحينها سيكون صريحا جدا , سيبهر بصراحته وسائل التواصل الاجتماعي , وربما سيبكي عليه بعض العراقيين لانهم فقدوا رجلا كان من الممكن ان ينقذ العراق لولا التامر عليه من قبل من اتهمهم في المقابلة التلفزيونية, التي سينتخب اليها من اتفق معه مسبقا لترويج لافكاره توزيع اتهاماته للدفاع عن نفسه.

المشـاهدات 502   تاريخ الإضافـة 12/04/2021   رقم المحتوى 10702
أضف تقييـم