بفمٍ أدرد أو دمعٍ بارد

أكنس أوجاع السبعينِ

وأقول لمن أربك أيامي

ذات غروبٍ في مقهى الشطِّ

اشتقت إليكَ

اشتقت إليها

واشتقت لعباس إعبيدش

وحسين إمجوّت وجلال خضير

ياهٍ... كم كانت رائقة تلك الأوقاتِ

عابقة رغم الأزماتِ

كنا نضحك ملء الأشداقِ

ونغّني لعراقٍ نتمناه

كنا نقرأه في وهج الأوراقِ

كان ابن إعبيدش

من نبع مروءته يسقينا

ويدسُّ بايدينا

برباطة جأشٍ ما يبعث فينا

بعض أمانينا

ومشينا ... ومشينا

في درب الأحلام مشينا

كانتِ عثرات الآلام

تشاكسنا وتلاوينا

فجنينا أوهاماً وعذاباتٍ

بمعارك خاسرةٍ أدمتنا

ولهذي اللحظة مازالت تدمينا

فحصدنا مازرعت أيدينا

مات ابن إعبيدش في المنفى

وفي مقبرة براغ ينام غريباً

لا أمُّ تبكيه

ولا وطن يرثيه

وجلال خضير في ليل (اليونان)

يقضم مافاض من العمر

ويحنُ لإطلال طفولته

في ضفة النهرِ

وحسين إمجوّت ضاع برمشة عينٍ

واختلف الحاطب في سرد تفاصيل مصيبته

قال صديق يعرفه :

في سجن الحلةِ

حاصره عشّاق البؤر الثورية

فقضى في الأهوار

بشظايا رمّانات يدويه

وصديق آخر قال :

داهمه الموتُ

في ليلة عصفٍ دمويه

قالوا ... قالوا ...

قتلته وحوش بشريه

وأنا ما شاء الله

يكفيني قلبي المتعوب

وفمي الأدرد ....

أقراص العلل المزمنة اليوميه

يا ابن إعبيدش يا خلّي ورفيق الآهات الأزليه

هل من جدوى !؟

غير الذكرى

وحطام الأحلام الورديه ؟

هل من جدوى !!؟

هل من جدوى !!؟