السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 31.95 مئويـة
من تأليف علاء الفارس وإخراج أمجد زنكنة الهروب.. عندما تحثنا الدراما على الهروب
من تأليف علاء الفارس وإخراج أمجد زنكنة الهروب.. عندما تحثنا الدراما على الهروب
فن
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

بطولة الفنان سامي قفطان و مقداد عبد الرضا وايناس طالب و سامي محمود بدور المطرب الموصلي الشعبي

احداث المسلسل تدور في مدينة الموصل قبل الاحداث بالتحديد حسب ماجاء في الحلقة الاولى عام 2013 عندما نريد الحديث عن الدراما بمفهومها العام الشامل وحسب ما جاء في كتاب فن الشعر لارسطو بأنها (محاكات لفعل انساني) سوف يقول الاخرين هذا في المسرح . لكن لايختلف اثنان على مكونات الدراما والتي تم اخذها من تعريف ارسطو وكانت اساس اي عمل درامي مسرحي او تلفزيوني او سينمائي والتي هي (الحدث , المكان , الزمان) في هذا المسلسل وفي الحلة الاولى يوجد لدينا حدث والذي هو احداث ماقبل سقوط الموصل و حددها المخرج عام 2013 في المشهد الاول للعمل سيارات في الصحراء وانفجارات ورجل وأمرأه هاربين ومختبئين خلف الكثبان الرملية وهي تصرخ تريد العودة . يعود بنا المخرج الى احداث تختلف عن المشهد الاول للعمل ولم نكتشف هل كانت العودة فلاش باك ام ماذا ؟ أما مكان الحدث كما اسلفنا انة مدينة الموصل وهذا يرجعنا بالحديث عن اسس المحاكات في الدراما والتي هي (* تمثل الاشياء كما هي *تصوير الاشخاص كما يراهم الناس او كما يبدون * يصور الشخص كما يجب ان يكون عليه أي يرتقي ويسموا بالواقع) في هذا المسلسل لم نشاهد طبيعة اهل الموصل ولا طبيعة اللهجه الموصلية بل شاهدنا عمل عراقي عادي لا ينتمي مناخ المنطقة التي ينتمي لها الحدث ولا طبيعة مكونات الشخصية الموصلية وبهذا يبتعد بنا الحدث عن الصفة المكانية التي ينتمي لها وهنا نعود لنناقش مفهوم صناعة الاحداث والتي يكون تجسيدها من خلال اللغة واللهجه والحركات المتعلقة في المكان وطريقة الاحتفالات ورقصات واغاني الافراح والملابس والديكور .في هذا العمل لم نشاهد او نلمس جميع هذه الاشياء اذ اننا لم ندرك اللهجة الموصلية ولم نرى ونسمع الاغاني الموصلية التي تغنى في الاعراس والمناسبات لم يحدث هذا حتى في مشهد الزواج وايضا لم نشاهد طقوس الزواج لدى اهل الموصل بل اننا لم نشاهد طبيعة الموصل . المسلسل عرض لنا اماكن لاتنتمي الى الواقع منها كراج نقل الركاب بين بغداد والموصل والذي قدم لنا فقط بائع شاي وسيارتيين وحوارات مملة فارغة ليس عبارة عن لغو دون اي دلالة . اهم ما شاهدت في هذا العمل هو استمرار ايناس طالب حتى في لحظة توقف المسلسل والدعاية للعصير بحيث اني كنت اعتقد انها ليس دعاية بل جزء من مشاهد العمل .الغريب في الامر حتى الفنان المبدع الكبير سامي قفطان لم ينتبه بأنه يؤدي شخصية رجل دين من الموصل وكان بالامكان التخلص من اللهجة الموصلية لديه ان يستخدم اللغة العربية المبسطة .لاشيء في هذا المسلسل ينتمي الى الموصل غير الحدث واسم المدينة والغريب في امر مخرج العمل يعطينا تاريخ الحدث والسيارات المستخدمة في العرش موديل 2018 ناهيك عن السيارات في الشارع والتي اغلبها ليست موديلات حديثة وقد اخفق العمل في تقديم شخصية المطرب الشعبي الموصلي الذي لم يأتي بشيء من تراث المدينة وكانت هناك مبالغة كبيرة في اداء شخصيات الخمارة .كنا نتمنى ان نشاهد عمل يرتقي الى الاعمال التي تهتم بالتفاصيل المكانية للحدث . لو عدنا الى الاعمال العربية التي قدمت لنا اعمال تنقلنا الى واقع المكان فهي كثيرة جدا منها المسلسل المصري ليالي الحلمية بل وحتى الاعمال الصعيدية التي تنقل لنا واقع الحياة وطبيعتها ولهجة المنطقة وطبيعة افراحهم واغانيهم وكذلك الاعمال السورية ان اردنا الحديث عنها مثلا في مسلسل بقعة ضوء او مرايا وحتى في التغريبة الفلسطينية عشنا ضمن الحدث . السؤال هل العراق لهجة واحدة من الجنوب الى الشمال ابن الموصل يختلف عن ابن الرمادي والبصرة والناصرية وبغداد في هذا المسلسل شاهدنا لهجة بغدادية ركيكه .عندما نريد ان نتحدث عن منطقة ما في العراق يجب ان ندرس طبيعة مجتمع تلك المنطقة كي نقدم عمل مقنع يرتقي الى الاعمال العربية بل حتى لو نرتقي الى مستوى طاش ماطاش.

علي محسن

ناقد عراقي

المشـاهدات 992   تاريخ الإضافـة 18/04/2021   رقم المحتوى 10853
أضف تقييـم