توقيـت بغداد 
قصص قصيرة |
| قصص قصيرة |
  
|
 فنارات |
| أضيف بواسـطة addustor |
| الكاتب حجي خلات المرشاوي |
| النـص : دفء قال أبي : أغمضوا أعينكم وتخيّلوا أنّ الجوّ دافئ. أغمضنا عيوننا ونمنا هانئين نلتحف سرابات خيالاتنا. حين استيقظنا رأينا جسد أبينا المتجمّد يسدّ شقوق الخيمة ... يوم عراقي يدوّي الانفجار . تنقلب الدنيا إلى فوضى من أعمدة الدخان و دوّامات الغبار. يركض نحو المكان الذي كان يقف فيه أبنه . يخاطب الوجوه الشاحبة والمتّسخة بِلعاب عزرائيل - اعثروا على عظمة يمكن دفنها ... اغتيال أخذَ منه الكيتار عنوةً. وضعَ في يده كتاباً مزخرف الغلاف والحواشي لأحد الفقهاء. انحسرَ الإنسانُ فيه ... غياب لم أفهم سبب الغياب المستمر لتلميذي السنجاري الشاطر عن المدرسة إلا عندما أخبرني المدير أنهم وجدوه في أحد التقاطعات مفروماً مع علب الكلينكس تحت الإطار اللمّاع لسيارة مضللة النوافذ ... بوح الخال قلتُ له تكلّم يا خال . فتحَ فمه لكن الزفير خرج منه خاوياً منطفئ النبرات. أشارَ إلى حنجرتهِ. لمحتُ أوجاعاً ودماملَ تطحلبَ فوقها الذلّ عالقةً في سقف حلقهِ كسفرجلة غير قابلة للالتهام. نشيج صوتهِ يتعثّر بالكثير من كراتِ قهرٍ تكيّستْ فوق تشققات شفاهه. قلتُ له لا تتكلم يا خال. أعرفكَ الآن. أنت قلبُ سنجار النابض ... إرهاب نفسي امتزجت كلماته منزوعة الأجنحة بالدموع التي تشوّش عليه الرؤية : سأترك المدرسة يا أستاذ. سألته لماذا فأطرقَ برأسه محاولاً أن يبلع شفرة انكساره. ربّتُ على كتفه وشجعتهُ على البوح بوجعه. مسح دموعاً شاردات على خده المنطفئ والذابل. قال و ألف ساطور من المرارة يفرم نبرات صوته : كل تلاميذ الصفّ يعايروني بأختي السبيّة ... |
| المشـاهدات 1246 تاريخ الإضافـة 20/04/2021 رقم المحتوى 10918 |
