
![]() |
تخيلات في بلاد الحرب |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : حين كنت في صغري كانت طفولتي صامتة و كاتمة وكانت في يداي لعبة منفردة على وشك الإنكسار و طفولتي ما زالت ترقص في مهبة الريح ، وكنت أصنع الألعاب من الطين و أحيانا أدخل إلى الحرب كفارس في الخيال و في ذاك الحين صنعت جنديآ و في يده بندقية غاضبة و قاتلة و كان يدخل في الأفكار و ما زلت أتذكر ما دار بخلدي بأنني سأكبر في تلك الحروب و سأتشرد بسبب الإبادة تحت ظلمة شديدة .. الآن تعلمت فن الرسم وها أنا ارسم على صدري طفلا مفقودا بدماء الشهداء و أمطر الشعر على طفولتي الجارحة و مدينتي أصبحت منكوبة و فيها تشتعل النيران بلون الأغتصاب و غيمة سوداء تحتل سماء براءتي .. امشي في أزقة مدينتي فأرى إمرأة عجوزة و في يدها عكازا مكسورا مصنوعا من عظام أولادها ترتجف يداها من الخوف الشديد و هي تمشي رويدا رويدا سألتها : إلى أين يا بقايا الحروب ؟! فقالت لي : يا بني أرى الموتى بين أضلاعنا و القتلة يقهقهون على أجسادنا و يبتسمون على أشلائنا و يقتلون أطفالنا و يغتصبون نسائنا . أين ضمائركم أيها الحكام ؟ دعونا أن ننام قليلآ بأمان كي لا نفقد الألحان ؛ ماذا فعلنا لكم ؟ ماذا سيحصل إذا أبتسمنا ؟ لماذا لا تسمحون للحمائم بالسلام ؟ و لماذا لا تدعوا البلابل تغرد في اوطانها الالام ؟ |
المشـاهدات 1090 تاريخ الإضافـة 20/04/2021 رقم المحتوى 10920 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |