لا أدري لعل ما نمر به نحن العراقيين من مآسي ونكبات كبيرة ومزمنة جعلنا نفتقد لآماسي شهر رمضان المبارك فبوجود جائحة كورونا وتصاعد معدل الإصابات اليومية وفرض حظر التجوال اليومي من الثامنة مساء الى الخامسة فجرا جعل الناس تتوقع في بيوتها ف٩لا تزاور ولا جلسات رمضانية  وحتى لعبة المحيبس  الشعبية خفت بريقها وما عاد الناس يتناولون أخبار الفرق الشعبية العريقة بهذه اللعبة الشعبية التراثية والتي كانت زمانا تستحوذ على اهتمام ومتابعة  الجزء الكبير من الجماهير الشعبية والتي كانت تتابع هذه اللعبة من بعد صلاة العشاء وحتى ساعات الصباح الأولى .

كذلك أجبرت الجائحة اللعينة الناس على عدم التزاور وتكاد تختفي دعوات الإفطار ما بين  العوائل خاصة إذا كانت هذه العوائل في مناطق  متباعدة من بغداد بسبب الحظر لان الفترة الزمنية لين موعد الافطار وبدء الحظر ساعة وربع الساعة وكذلك الخوف من الاختلاط  .

لقد كانت ليالي شهجر رمضان المبارك تزدحم بمفرداتها  بين المجالس الأدبية والمحاضرات الدينية وجلسات المقاهي الشعبية في الأزقة والحارات  حتى كأننا لسنا في بغداد التي كانت لياليها في هذا الشهر الكريم مفعمة بالاجواء الايمانية والتقاليد الشعبية  فقد افتقدنا حتى تلك البسمة والضحكة التي كانت ترتسم على وجوه اطفال المحلة وهم يتنقلون  من بيت لبيت مرددين الاغنية الرمضانية ٠ الشهيرة  الماجينة بكلماته البسيطة والمحببة إلى النفوس ولم يعد لدمام المسحراتي ذلك اللحن والإيقاع القريب إلى القلوب فقد تغيرت  وأصبحت إيقاعات طربية لاغاني الاعراس  .

نفتقد اليوم إلى روح رمضان والتكافل الاجتماعي التلقائي الذي كان يجري بين عوائل المنطقة قبل الافطار بدقائق حيث يتبادل الجيران أطباق الفطور بحيث تتشكل في كل بيت مائدة رمضانية  متنوعة من خيرات هذا الشهر الكريم.

نعم انها ايام رمضان ولكن ليست بنكهة وروح رمضان فلا أسعار المواد في الأسواق متهاودة ولا الحكومة تعير اذنا لما يقوله المواطن عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية والتموينية ولا تجارنا كان لهم موقف انساني ووطني وقاموا بتخفيض الأسعار  طبعا الا ما ندر للتخفيف عن كاهل العوائل الفقيرة والتي تشكل ثلث نفوس العراق كما أعلنت ذلك وزارة التخطيط قبل شهر، ولا الناس أظهروا التزاما شديدا بتعليمات وزارة الصحة لتفادي الارتفاع في عدد إصابات  الكورونا لكي تخفف الحكومة إجراءات الحظر ولا اصحاب مليارات السحت الحرام اتقوا الله في اموال الفقراء .

ويمشي الفقير وكل شيء ضده والمشتكى الى الله.

واللهم اني صائم .