أضيف بواسـطة addustor

الترحيب الذي قوبل به الحوار غير المعلن بين السعودية وايران بوساطة عراقية ليس فقط لاستعادة الدور المحوري والمكانة الدولية للعراق وعودته ليأخذ مساحته في التأثير كطرف صانع للتسويات ، بل السبب الاهم هو اقتران هذا التقارب بين الجارين برعاية العراق بشعور العراقيين بالاطمئنان والتهدئة المقبلة.

العراقيون يعرفون بحدسهم انهم باتوا ضحايا لصراع ارادات خارجية اسهمت في الخراب الذي يعيشونه سواء كان مباشراً او غير مباشر ويدركون جيداً ان التوتر الحاصل على ارضهم انما في جزء كبير منه هو نتاج صدام الارادتين المتمثلتين بالسعودية وبايران وما يتمخض عن منحى العلاقة بالسلب والايجاب ولهذا يرون في اي تقارب بين الطرفين اشارة لتحسن ايجابي ستشهده الساحة العراقية وهو دليل او ايحاء ان اعمال العنف والصراع وعدم الاستقرار وليد العلاقة الملتبسة بين الجارتين ، ليدفع العراقيون ثمن تقاطع وخلاف مزمن لا يراد له ان ينتهي ، لتأتي هذه البادرة على امل ان تكون البداية للتوصل الى توافقات تضع حداً لحالة التوتر.

ما يهم العراقيون من هذه الخلطة هو ما يلمسونه من انعكاسات على حياتهم ، فالمواطن البسيط الذي يطلع على اخبار الحوار بين الجيران ليس معنياً بما هي الالية؟ وما هو الدور؟ والكيفية التي سينتهي اليها؟ وهل سيفضي الى تفاهمات ام لايحقق شيئاً؟ بل ما هو مهم بالنسبة للمواطن هو هل سيكون هذا الحوار سبباً في انفراج يعيد للعراقيين وطنهم الذي صار نهباً لنزاعات واطماع وصراع نفوذ وفرض ارادات واجندات خارجية؟ ليصبح حلمهم الوحيد هو الخلاص من تدخلات الجيران الذين يريدون رسم مستقبلهم وتحديد خياراتهم على طريقتهم واهوائهم وعلى وفق ما تقتضيه مصالحهم وليس ما يريده او يفكر به العراقيون.

التفاؤل ورسم خيالات عريضة على ان جولة الحوار هذه ستعيد العراق الى سابق عهده من القوة والتأثير هو حلم يقظة سرعان ما يتبخر عندما يصحو على صوت صراخ المسيرات والكاتيوشا وسواها من الاسلحة المتاحة.

باسم الشيخ

المشـاهدات 519   تاريخ الإضافـة 22/04/2021 - 00:13   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 15:44   رقم المحتوى 11012
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016