الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
لكي تكون مثقفاً
لكي تكون مثقفاً
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب خالد السلامي
النـص :

كثيرا ما نسمع بأن فلاناً من الناس مثقفاً والمثقف كلمة كثيراً مانسمعها هذه الأيام  بل على مدى أزمان سابقة وربما لاحقة تطلق على الكثير من الناس  الذين يحملون الشهادات  التي لايُعرف مصدرها وحتى وان كانت صحيحة ومؤكدة الصدور من الكليات والمعاهد والمدارس المعنية فهذا لايعني أن حاملها أصبح مثقفا , فليس كل من يحمل شهادة مهما كانت مثقفا , وليس كل من لايحملها جاهلاً , لان الثقافة مصطلح واسع يجب على حامله أن يكون مُلماً بأكثر العلوم  والمجالات  العامة وهذا لايأتي من فراغ وإنما لابد لمن يسعى للوصول إليه من خلال جهد جهيد ربما يضاهي جهود العاملين في مناجم الذهب حيث يبدأ  من الدراسة وتعلم القراءة والكتابة إلى الحصول على أعلى الشهادات يرافقها متابعة مستمرة لكل مايصدر من كتب ومصادر بكل أنواعها  والاطلاع عليها بمختلف مجالاتها السياسية  والعلمية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والرياضية وكل مجالات الحياة المتعددة الأخرى إضافة إلى الصحف والمجلات العامة والمتخصصة مع متابعة اغلب وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والاطلاع الميداني والموقعي على تفاصيل الأمور أعلاه قدر الإمكان والاختلاط بكافة طبقات المجتمع حسب الحكمة العربية المعروفة التي تقول (المجالس مدارس ) إضافة إلى السفر والتجوال بين مدن وأرياف بلده وزيارة ما أمكن من بلدان العالم .فلابد للمثقف أن يحمل كل هذه الصفات ويخطُ كل هذه الخطوات لكي يستحق أن يحمل هذه الصفة وإلا فأنه سيكون مُغلفاً بهذا الوصف وداخله فارغاً فليس كل من حمل شهادة مثقفا وليس كل من حمل شهادة متخصصة  أصبح عالما في مجال تخصصه خصوصا وان سبل متابعة هذا التطور أصبحت متيسرة وسلسة بفضل التطور العلمي  الذي حصل في نظام الاتصالات العالمي وخاصة الشبكة العنكبوتية (الانترنيت) والقنوات الفضائية وأجهزة الحاسوب و الهاتف النقال والتعليم عن بعد وغيرها  من طرق الحصول على المعلومات والشهادات لان الشهادة في هذا الزمان يمكن أن تباع وتشترى كأي سلعة في جميع بقاع العالم وخصوصا في عالمنا الذي يسمى ثالثا .إذن فلابد للمثقف في بلدنا العراق الغالي صاحب أعمق وأطول الحضارات  الغائرة في أعماق التاريخ والتي امتدت على مدى أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد وصاحب أول حرف  كتب على الرقم الطينية وصاحب أول قانون شرع في مسلة حمورابي المعروفة أن يسعى بكل ما يستطيع بذله من جهد للوصول إلى هذه الصفة المقدسة عند من يعلم قيمتها ويستخدمها في مواضعها الصحيحة بأتباعه  لكل تلك الخطوات انفه الذكر ليعطي للثقافة قيمتها ومعناها خدمة لهذا البلد الذي هو الآن بأمس الحاجة إلى مثقفين بهذا الوصف خاصة وان أساس الثقافة في بلدنا على مدى أكثر من ثلاثين عاما وهو التربية والتعليم في حالة انهيار شبه تام بسبب الحصار والحروب وما تعرض له من أزمات بعد الاحتلال كادت أن تودي به إلى الحضيض نتيجة للمخطط الإجرامي الذي البلد وشعبه في الصميم اقول أن هذا الأساس  (التربية والتعليم) شهد  إهمالا كبيرا نتيجة لتلك الظروف العصيبة مما أدى إلى تسيب التلاميذ والطلبة وانصرافهم عن مواصلة الدراسة وعدم اهتمام المعلمين والمدرسين  بواجباتهم التربوية والتعليمية بسبب الحاجة الماسة والضائقة المالية التي رافقت تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق على مدى تلك السنين العجاف مما أدى إلى زيادة نسبة الأمية بين أبناء الشعب أضعافا مضاعفة بعد أن كادت أن تمحى في نهاية سبعينيات القرن الماضي مما أوصلنا إلى تناسي المقولة التي يرددها مثقفوا العرب وربما العالم والتي تقول (  القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ ) والتي تشير إلى كثرة القراء في العراق وشهيتهم المفتوحة لالتهام كل مايكتب ويطبع ليس في مصر ولبنان فقط وإنما في كل إنحاء العالم.

المشـاهدات 464   تاريخ الإضافـة 24/04/2021   رقم المحتوى 11016
أضف تقييـم