لم تكن مفاجأة كبيرة ما شهدته من فوضى وعدم ترتيب في مركز تلقي لقاح كوفيد 19 (كورونا) في مستشفى الواسطي للجراحة التقويمية بدءاً من المشاجرة والتدافع عند باب الدخول الرئيس دخولاً عند قاعة الانتظار الكبيرة التي غصت بالمراجعين من دون الالتزام باجراءات الحيطة والحذر التي يفترض اتباعها في وسط ناقل للعدوى.

رحلتي بالامس لتلقي الجرعة الاولى من لقاح كورونا كانت مصحوبة بمشاهدات واحداث لم استطع منع حدسي الصحفي من مغادرتها بدون نقلها كما هي ، لما تأكد لي ان الخراب الذي حل بمؤسساتنا الصحية انما هو بسبب الادارات التي سلطت عليها مع ضعفها وعدم اهليتها لتكون فاجعة ابن الخطيب نتيجة طبيعية اذا استمرت ادارة مستشفياتنا بهذه الطريقة ، واوكلت لاشخاص غير قادرين على حماية ارواحنا وهمهم الوحيد البقاء في المنصب.

لقد اكتشفت بالامس ان المواطنين لدينا مصنفين درجات اولى وثانية مثل الخيار قثاء وفتوش ، فبعد ان صدمت بالهول وانا انظر الى القاعة التي تكدس فيها المراجعون بأمل الحصول على جرعتهم المنتظرة ، تناوشتني يد المحسوبية لادخل الى قاعة جانبية صغيرة يبدو انها خصصت للـ (VIP) من مسؤولين ومعارف واصدقاء وذوات لاكون امام فرصة ذهبية لمراقبة ما يحدث من تمايز وخدش للانسانية.

لم أشأ ان افتعل ازمة او احتكاك لكني اردت ان اقول للمدير المسؤول المتواجد ان هذا جهد يستحق الكتابة بالمانشيت العريض لاتفاجأ بردة فعله بعد ان فهم ما قلته بالمقلوب وبأنني سأكتب ضده ، ليتباهى انه لايخاف من ان تتناوله الصحافة بالنقد وانه سيلجأ (للگوامة) العشائرية ضد من يفعل ذلك فضلاً عن تهديدي انه كان الاولى به ان يجعلني اتلقى الجرعة في القاعة الكبرى المزدحمة وكأنه يشير الى انها جزء من العقوبة ضد المواطنين.

بهذه العقلية التي يعمل بها طبيب يدير مؤسسة صحية سنخسر العديد من فرص الحفاظ على الارواح وبمثل عقلية هذا الشخص المتخلفة الذي لايحترم الصحافة ويتقوى بالعشيرة ويعلم علم اليقين انه يقوم بعقوبة جماعية للمراجعين ، سيتأكد لنا ان تكرار فاجعة خدج اليرموك وابن الخطيب ستتكرر على يد مثل هذا.