الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
متى نهتم بصناعة السينما في زمن هيمنة الصورة والاتصال ؟
متى نهتم بصناعة السينما في زمن هيمنة الصورة والاتصال ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

منذ ان طور الاخوين لوميير ما اكتشفه قبلهما العديد من العلماء والفنانين في علم البصريات ابتداءا من ابن سينا ومرورا بليونارد دافنشي وصولا  الى المصور الانجليزي البارع في الصور المتحركة وليام فريز  ليكون عام١٨٩٥ موعدا للشروع في تطبيق الفن السينمائي بعد اختراع اول  آلة عرض

سينمائي وانجاز الاخوين  بعدها بشهور قليلة   عشرة افلام قصيرة عرضت في باريس  واحدثت حينها  هزة كبرى حين شاهد الناس انفسهم وهم يتحركون على الشاشة الكبيرة ، وهكذا ابتدأ مشوار الفن السابع ليتطور مع الزمن وليصبح صناعة عالمية تقودها شركات عملاقة وبميزانيات ضخمة جدا  فتنوعت الاساليب والتيارات وازداد كم الانتاج بشكل كبير بعد ان اصبحت معاهد وكليات الفنون تدرس مناهج ونظريات هذا الفن المركب من الصوت والصورة وتطور الى اشراك حواس  جديدة في عملية التلقي لهذا الفن الذي اصبح صناعة وطنية تفخر بها المجتمعات وتسعى لدعمها وتسويقها ليكون  مجالا ابداعيا  داعما للاقتصاد وبناء المجتمعات وتسجيل  احداثها وابراز  معالمها  بحثا عن حياة افضل للواقع

ونتيجة لهذا التنوع ومن اجل التعريف بنتاجات مبدعي الفن السابع تقام كل عام مئات بل الاف المهرجانات السينمائية التي تلتقي فيها مختلف القارات والبلدان وهم يعرضون ما تم ابداعه  في مختلف مناحي حياتهم وبلدانهم  من سرد لقصص واقعية واساطير وخيال واداء معبر  من خلال سيناريوهات متقنة الصنع لحبكات درامية ترويها صور  ولقطات ابدعت عيون المصورين في التقاطها ونجح اولئك الممثلون في تجسيدها  جاعلين الخيال المرسوم على الورق يتحول بفضل الرؤى الاخراجية الى حياة متحركة وواقع  يشاهد ًويقنع اما تلك الافلام التي اتخذت من الخيال العلمي اسلوبا لها فقد جنح خيال مبدعها الى عوالم وفضاءات وشخصيات غرائبية تسحر الالباب ويوم بعد اخر يشهد هذا الفن تطورا ومزيدا من الاضافات التقنية والفنية فصارت له  مكانة مميزة في فكر وحياة الشعوب ، لكن ما حصل في العراق خلاف ذلك تماما فتاريخ السينما العراقية الذي يعود لثلاثينيات القرن الماضي والتي زامنت ظهور الواقعية الايطالية وغيرها من الشعوب التي اهتمت بالسينما واسست لها مبادىء الشروع وتم اعداد الكوادر التي  درست السينما في معهد واكاديمية الفتون. الى جانب من عاد من خارج البلاد واطلع على تجارب وسمات هذا الفن الجميل هناك ، نفاجىء  ونحن اليوم نشهد اكبر ثورة معلوماتية واتصالية بالكون بانحسار  هذا الفن من  حياتنا الثقافية   وغياب لمعظم دور العرض السينمائي سواء في المحافظات وكذلك في العاصمة بغداد التي كانت شوارعها تتزين  بوجود قاعات العرض السينمائي  امثال صالات سمير اميس و غرناطة وبابل واطلس  وعشرات الصالات الاخرى التي كانت محط انظار المشاهدين  وكانت كلها تقدم العروض وقد تخصصت كل صالة بنوع من الافلام التي كان لها جمهورها ومتابعيها ، ومع هذا التطور التقني الهائل وحضور الفن السابع عالميا ووجود دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة والتراث الى جانب تواصل معاهد وكليات الفنون في تدريس هذا الفن وتخريج الدفعات كل عام نجد ان فن السينما في حالة تراجع وتدهور وانتكاسة لم يشهدها اي بلد  له من هذا التاريخ الحضاري والانساني والابداعي

فيا ترى اين يمكن سبب هذا النكوص  وغياب الفن السبنمائي الذي يشكل رافدا من روافد الثقافة والفنون والعطاء الانساني والابداعي

واين دور وزارة الثقافة في اعادة الاعتبار لهذا الفن الذي اصبح شبه ملغيا من مجالات الثقافة

هل نحن نغرد خارج السرب العالمي ام ثمة اعتبارات اخرى تقف حائلا امام استمرار وممارسة هذا الفن الانساني المتجدد والرائع  هل سنحصل على رد من الجهات المعنية ان يستمر الصمت والغياب؟!!

 

المشـاهدات 556   تاريخ الإضافـة 01/05/2021   رقم المحتوى 11106
أضف تقييـم