الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
علي بن ابي طالب .. ذاكرة ... سر العذاب الإلهي !
علي بن ابي طالب .. ذاكرة ... سر العذاب الإلهي !
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسين الذكر
النـص :

العالم المسيحي ينعي علي بن ابي طالب على لسان المفكر جورج جرداق :-

 

كلما بي عارض الخطب الم ….. وصماني من عنا الدهر الم

 

رحت اشكو لعلي علتي …….. وعلي ملجأ من كل هم

 

مدعون الوصل بعلي بن ابي طالب كثر على مر الدهور لكن المحمديون نوادر .. لانه لا يمكن لمدع اثبات ذاته الا بالسير والاقتداء بمنهاج ( النبي محمد ص ) المرسل رحمة للعاملين .. المعلم الأول والأب الروحي والابدي لعلي بن ابي طالب .. ذلك الامام الهمام الذي لا يمكن ان يختزل بطائفة او مذهب او عشيرة او حزب او اتجاه معين .. بعد ان ظل يسطع نوره قرون وقرون ... برغم محاولات التشويه .. اجمل ما قرات في حياتي ما قاله الامام : - ( من نصب نفسه للناس اماما فليبدا بتعليم نفسه  ، قبل تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تاديبه بلسانه ، فمعلم نفسه ومؤدبها احق بالاجلال من معلم غيره ) . كما جاء في وصيته لمالك الاشتر عامله على مصر .. ( وليكن نظرك في عمارة الأرض قبل نظرك في استجلاب الخراج ، فمن طلب الخراج بغير عمارة ، خرب البلاد واهلك العباد) . من عجائب القدر ان الأمم المتحدة تعلن اعجابها بحكمة وسياسة الامام.. وتتبنى أقواله وشعاراته في وقت يتخلى عن منهجه واخلاقه بعض القادة والمسؤولون ممن لا يتعلموا من دروس التاريخ ولا يتلفتوا الى سيرة هذا الامام العظيم والخير الابدي الوفير .. يقول ابن المقفع بنصائحه للحكام : ( ان العامة لا تصلح الا بصلاح  الخاصة ، والخاصة لا تصلح الا بصلاح امامها ) .. فيما نحن اليوم كما في الماضي ما زلنا نعاني فساد الخاصة وضياع العامة اثر ميدان مشوه كثر فيه المدعون  بقربهم من الامام وهم بعيدون عن سياسته واصلاحه وتضحيته .. بعد الكفر عن الايمان ..يقول الامام محمد الغزالي : في كتابه ( الإسلام والاستبداد السياسي ) .. : ( لا اعرف مصلحا ادب رؤساء الدول وكبح جماحهم كما فعل نبي الإسلام محمد ص ) . من هنا فلا يمكن ان نتلمس نور الإصلاح الا بصلاح القادة الذين لا يمكن لهم هذا السبيل الا عبر العودة الى روح الإسلام وجوهر الرسالة التي نزل بها الوحي على صدر الأمين محمد ص ورخص في سبيلها كل غال ونفيس .. حتى ذريته الصالحة التي ما زالت تدفع الثمن الى اليوم . ما احوجنا لتتعلم والبحث عن العلاج الناجع من سيرة النبي المصطفى وذريته الطاهرة سيما ونحن نعيش ذكرى شهادة الامام علي بن ابي طالب الذي حاربته قوى الشر والاستبداد هم وبطانة المتزلفين والمتفيقهين والدجالين .. الذين أرادوا ان يطفوا نور الله وابى الله الا ان يتم نوره .. حيث لا تدبير الا ببناء الانسان .. فالله غني عن العابد لا حاجة الى صلاتنا وصيامنا الا بما يخدم البشرية ويجعلنا انموذج ايماني متكامل تسعى اليه كل الأجيال الخيرة من البشر ..  على طريق العطاء والاصلاح والتكامل حيث بناء الانسان .. قال المفكر الحداثوي شبلي شُمَـيِّل : ( الإمام عليّ بن أبي طالب، عظيم العظماء ، نسخة مفردة لم يرَ لها الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديماً ولا حديثاً ) . واختم كلامي الذي لا قيمة له بعد كلام الله والنبي والصالحين والمفكرين .. بما قاله الباحث الفرنسي البارون كاراديفو في كتاب ( مفكّرو الإسلام) :( عليّ هو ذلك البطل الموجَع المتألّم ، والفارس الصوفي ، والإمام الشهيد ، والروح عميقة القرار التي يكمن في مطاويها سرّ العذاب الإلهي)  .

المشـاهدات 647   تاريخ الإضافـة 03/05/2021   رقم المحتوى 11139
أضف تقييـم