اليوم العالمي لعيد الصحافة

لم يعد الاحتفال بعيد الصحافة العالمي مناسبة لتبادل التهاني او تعداد مناقب الصحافة وانجازاتها او المرور على المعوقات والمشكلات التي تقف بوجه العمل الصحفي والتحديات التي طالما جعلت من الصحافة واحدة من المهن المحفوفة بالمخاطر.

تطور استذكار هذه المناسبة لتكون في كل عام فرصة لتناول محور مهني يخدم المهام الصحفية ويضيف اليها ويفتح افاقاً جديدة لفهم مختلف يشجع على التعاطي مع الصحافة باعتبارها جزءاً من المتطلبات الرئيسية لتعضيد دعائم الحريات الخاصة وحماية المسارات الديمقراطية والتعددية وليست فقط مهنة او حرفة تكتسب اهميتها من اتخاذها شكلاً من اشكال السلطة.

لهذا اعتمد موضوع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام تحت عنوان ((المعلومات كمنفعة عامة)) لتأكيد ان تكون المعلومة ذات دور عند تحديد انتاج المحتوى ونشره واستقباله من اجل تعزيز الارتقاء بالشفافية والقدرات التمكينية ويكتسب هذا الموضوع اهمية مضافة بالنسبة لجميع دول العالم لما يشكله نظام الاتصالات المتغير الذي بات يؤثر في صحتنا وفي الديمقراطيات وحقوق الانسان وفي التنمية المستدامة.

ويعد المؤتمر العالمي السنوي الذي ينظم منذ عام 1993 فرصة للصحفيين وممثلي الجهات الاخرى مدنية او سلطات وطنية او اكاديميين او جمهور لمناقشة التحديات التي تواجه حرية الصحافة وقد عقد هذا العام في نامبيا بالتعاون مع اليونسكو وكان بمثابة تجرية وجاهية جمعت بين المشاركة الافتراضية والحضور الفعلي معتمداً على ثلاث مسائل اساسية هي الخطوات الكفيلة بضمان استمرارية وسائل الاعلام من الناحية الاقتصادية والاليات الكفيلة بضمان شفافية شركات الانترنيت فضلاً عن تعزيز قدرات الدراية الاعلامية والمعلوماتية التي تمكن الناس من الاقرار بالصحافة وتثمينها والدفاع عنها والمطالبة بها كجزء حيوي من المعلومات كمنفعة عامة.

تنبه القائمون على الاحتفالية العالمية بعيد الصحافة الى مخاطر الاندثار التي تواجهها وسائل الاعلام المحلية في جميع انحاء العالم وهي ازمة تفاقمت بسبب جائحة كورونا ولعلنا في العراق ندفع ثمناً باهضاً جرائها ، خاصة وان انهيار وتتلاشي واندثار مؤسساتنا الاعلامية بات واضحاً جداً ويحتاج الى علاجات حقيقية تنقذ ما تبقى من المؤسسات.