الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
الشعوب التي تحب اوطانها
الشعوب التي تحب اوطانها
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

في فديو قصير بثته قناة اليوم السابع المصرية يؤرشف لجولة داخل اروقة المتحف الحيواني في اول واكبر حديقة حيوان في مصر والوطن العربي ، لفتت انتباهي ناهيك عن التنظيم ونماذج العرض اسماء الحيوانات المحنطة المعروضة والتي غالباً ما تقترن بالكنية المصرية مثل تمساح النيل والنمر السيناوي نسبة الى سيناء والكوبرا المصرية ، وسواها من المسميات.

اقتران اغلب الاسماء بالالقاب المناطقية المصرية لاتقتصر على الحيوانات بل تشمل العديد من المجالات الاخرى بما يعكس قدرة المصريين على احياء شعور الاعتزاز بكل ما يمت بصلة لارض مصر حتى وان كانت مجرد حيوانات او نباتات او جماد وهو وان يراه البعض سياقاً طبيعياً الا انه تأكيد لقدرة بعض الشعوب لترسيخ تواريخ انتماءها وتمجيد حاضرها ويغدو هاجساً لايفارق الذاكرة الشعبية المصرية حتى انك لاتستغرب اذا سألت احد المصريين المقيمين خارج مصر عنها ليجيبك انها ام الدنيا.

في الوقت الذي تسعى شعوب حديثة النشأة والتكوين لبناء تراكمي لاحداث وتذكارات ترتبط بتفاصيل حياتهم الاعتيادية في محاولات متكررة للتأسيس لتاريخ يفتقدونه وهو ما تلمسته في زيارة قبل اكثر من اربع عشرة سنة لقرية (لاهوليا) على المحيط الاطلسي ضمن ولاية ساندييغو الامريكية ، حيث يحرص السكان للتبرع بممقتنياتهم القديمة التي مضى عليها زمن طويل او توارثوها عن آبائهم لتثبيتها في الاماكن العامة والشوارع والحدائق والساحات لتكون جزءاً من تواريخ مبتكرة بسبب غياب المتوارث وفقر الشواهد وهذه شعوب تدرك اهمية صنع التاريخ الذي يرتبط بالانتماء والشعور بالحب تجاه الوطن.

لكن للاسف بدا واضحاً غياب هذا الشعور لدينا مع تسارع العمل على طمس معالم التواريخ الحسية التي تبدو اكثر وضوحاً في المشاعر الوطنية للفرد ، حتى باتت تتساقط من ذاكرتنا المقترنة بالوطن اكلاتنا الشعبية وصناعاتنا التراثية وانتاجنا الزراعي وشواخصنا التاريخية ويزيد في حزننا هو احساسنا بالتغرب ونحن داخل الوطن فما عاد يعترينا ذات الشعور ونحن نستذكر ليالي سمرنا ومناسباتنا ، لاننا نشغر انها مصادرة رغماً عنا او اننا اسرى لهذا الهم الكبير.

نحن كعراقيين بحاجة الان لمغادرة مشاعر السخط على الوطن الذي تسببت به القوى السياسية ونحتاج الى ان نستطيع التفريق بين العراق الكبير بكل شيء وبين السراق والحرامية لانهم لايمثلون الواجهة الحقيقية والمشرفة لوطن نريد استعادته ونحتاج ان نكون مثل الشعوب القادرة على حب اوطانها.

المشـاهدات 616   تاريخ الإضافـة 03/05/2021   رقم المحتوى 11169
أضف تقييـم