سؤالٌ كبيرٌ ومهمٌ لابدَ من الإجابةِ عليه من قبلِ الجهاتِ الرسميةِ منْ أطلقَ النارَ على متظاهري التحرير أولَ من أمس الثلاثاء ؟

 بعد أن شاهدنا التعامل السلمي بين المتظاهرين والقوات الامنية  خاصة وان منْ خرجَ متظاهرا أعلنها  صراحةً في سؤالٍ يتطلبُ إجابةً أيضاً  فقد رفع المتظاهرون سؤال منْ قتلتي؟   ليأتي الجوابُ بقتلٍ جديدٍ لثلاثة من الشباب المتظاهر وجرح العديد من المتظاهرين والقوات الامنية .

اذاً الجهة التي أطلقتْ النارَ هي الجهة المسؤولة عن قتل المتظاهرين من تشرين الأول 2019 ولغاية اليوم هذه الجهة هي نفسها التي قتلت وإصابت المتظاهرين  فمن يستطيع أن يخترق كل الحواجز الأمنية ليصل الى  ساحة التحرير ويطلق النار على المتظاهرين   ؟

فالعراق لم يغادر العنف من أكثر من 18 عاما فالدم العراقي يوميا كان وما زال ينزف دما  مرة على أيدي قوات الغزو والاحتلال الأمريكي واخرى عن طريق العنف الطائفي ومرة عن طريق فرق الموت مجهولة الهوية والتي تقتل بالكواتم وغيرها من الاسلحة المتوفرة بكل الانواع  .

لقد طالب المتظاهرون بالكشف عن قتلة المتظاهرين الذين وعد رئيس الوزراء ايضا بالكشف عنهم   ولكننا استقبلنا شهداء جدد وجرحى جدد من المتظاهرين والقوات الامنية والملاحظ أن خلية الاعلام الأمني أعلنت انها ألقت القبض على أربعة مندسين يحملون أسلحة جارحة  فكيف دخلت  مجموعة القتلة اذا لم يكن هناك من سهل عملية مرورها واذا لم تكن تابعة لجهة معلومة  ويحمل أفرادها باجات تعريفية .

ان استمرار مسلسل القتل والدم لا يورث الا الدم فمن أراد ويريد أن يبني وطننا يعيش شعبه بأمن وامان عليه أن يغادر عقلية الحقد والانتقام والاقصاء وان يؤمن ايمانا كاملا بحق الاخرين بالتعبير عن الرأي وان لا تكمم الافواه ونحن ندعي ان الديمقراطية هي منهج الحكومة والعملية السياسية  وأحزاب السلطة .

 ومن نسي ان الدماء لا تورث الا الدم عليه أن يتذكر تجارب الشعوب وكيف ان هذه الشعوب انتصرت على جلاديها رغم القمع والقتل والترهيب  وعلى من لا يعي ذلك فليتذكر أبيات الجواهري التي قالها بعد استشهاد أخيه جعفر في تظاهرات عام 1948 والتي يقول فيها

(أتعلم أم انت لا تعلم   بأن جراح الضحايا فم)

نعم انه فم لا يرضخ لمنطق العنف لكنه يبقى ينادي بحق الشعب بالعيش الكريم

فهل هناك من يضع حدا لهذا العنف الدموي والقتل والفساد واقول   اما سمعتم ذلك الشيخ العراقي الجليل  الذي قال في ساحة التحرير في قصيدته

(احنة ما نسكت بعد سمعوهة زين  هاي ثورة شعب لازم تنتصر )

و سابقا قد انتصر الدم على السيف كما في ثورة الامام الحسين عليه السلام