الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
المشاهد المستقبلية المصرية لمواجهة التعنت الأثيوبي
المشاهد المستقبلية المصرية لمواجهة التعنت الأثيوبي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد كريم الخاقاني
النـص :

اكاديمي وباحث في الشأن السياسي

لا تزال اثيوبيا تتعنت بموقفها الداعي الى تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزان سد النهضة متجاهلة كل الدعوات التي انطلقت من دولتي المصب وهما مصر والسودان لإيقاف العمل بتلك الخطوة، إذ يترتب على تلك الخطوة الأثيوبية آثاراً مدمرة لكلا الدولتين والإضرار بالبنى التحتية، فضلاً عن الآثار الإقتصادية وتهديد مباشر للشعبين العربيين في مصر والسودان، وعلى الرغم من كل الجهود الدبلوماسية التي بُذلت وما تزال من قبل مصر للوصول الى تسوية سلمية وتحفظ حقوق جميع الأطراف، إلا إننا نجد إصراراً اثيوبياً وتعنتاً من قبلها للمضيء قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة دون اي اهتمام لما قد تسببه تلك الخطوة وخطورتها على الأمن القومي لكلا البلدين وبالخصوص على الأمن القومي المصري. ومن أجل مواجهة مشاهد تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع الاثيوبي، فأن مصر قد وضعت إستراتيجية مواجهة لها، تعتمد بالاساس على تصور مشاهد مستقبلية متوقعة خلال الأشهر القادمة، إذ من المعلوم بأن اثيوبيا قد اكدت عزمها على تنفيذ ملء السد خلال موسم الأمطار في شهر تموز المقبل، وبالجهة المقابلة تطالب مصر والسودان بتوقيع إتفاق يشمل جميع الأطراف ويكون ملزماً تتحدد فيه قواعد ملء وتشغيل السد قبل الدخول في اي تفاصيل او إجراءات احادية الجانب من قبل اثيوبيا. وعليه ومن أجل العمل على تخفيف آثار الملء الاثيوبي للسد، فأن لدى مصر ثلاث مشاهد لتفادي حصول مشاكل لديها نتيجة خطوة اثيوبيا الاحادية الجانب، وتتلخص تلك المشاهد حسب رؤية وزير الموارد والري المصرية الدكتور محمد عبد العاطي لتقليل آثار الخطوة الاثيوبية بملء السد، فأن مصر ترى بأن اثيوبيا بتنفيذ خطوتها اعلاه ستكون بمثابة صدمة مائية ستقلل من كمية المياه الواصلة الى مصر وستؤدي الى جفاف صناعي ، إذ سيعمل الجانب الاثيوبي على تخزين ١٣.٥ مليار متر مكعب من المياه لهذه السنة، وحسب الوزير فأن تلك التوقعات قد تصطدم  بعدم قدرة اثيوبيا على تخزين تلك الكميات من المياه في ظل مؤشرات بوجود مشاكل فنية وتقنية تحول دون القدرة على الوصول لذلك الرقم المقرر من قبلهم، وحسب المشهد الأول فأن الفيضان عالياً وتكون مناسيب البحيرة في السد العالي في مصر آمنة ومستقرة وتستطيع ان تستوعب الصدمة المائية الأثيوبية وبذلك يكون التأثير المتوقع منها قليلاً، اما المشهد الثاني فينحصر بوجود فيضان متوسط، فستخصم منه المياه التي ستحجز في سد النهضة وباقي المياه المفروض انها تتوجه لمصر والسودان سيخصم منها المياه المحجوزة في السد، وهنا ستكون المواجهة بالنسبة للبلدين جيدة وفق هذا المشهد، وفي المشهد الثالث وهو المشهد الأسوء من حيث تأثيراته على مصر، فأنه في حالة تنفيذ اثيوبيا للمرحلة الثانية لملء السد في ظل وجود جفاف طبيعي تمليه الظروف الطبيعية الحالية في فصل الصيف مع جفاف صناعي كما تم ذكره، وهذا بالاساس يعتمد على قدرة مصر على مواجهة الإحتمالات الاسوء مع مراهنة على البنى التحتية لمصر والتغلب على الآثار السلبية لملء سد النهضة، وحسب رؤية الوزير المصري بأنه قد تم تجهيز تلك البنى التحتية وبما يجعلها قادرة على إمتصاص المشاهد المستقبلية المترتبة على التعنت الاثيوبي والإستمرار في تنفيذ مراحل ملء السد دون اي إعتبار لكل من دولتي المصب، إذ تم الشروع بتنفيذ إستراتيجية مصرية لتخفيض مساحات زراعة الأرز والقصب والموز لإستهلاكها كميات كبيرة من المياه الواصلة لمصر من حصصها المقررة، ومؤكداِ على قدرة بلاده على مواجهة مثل تلك المشاهد السلبية وإمتصاص آثارها على مصر وحياة شعبها. ومن جانبه، فقد عد وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن الرد المصري سيكون بحدوث ضرر مائي عليها جراء العمل الأحادي الجانب من قبل اثيوبيا، إذ صرح في هذه الحالة« سوف تقوم مصر باتخاذ ما تراه لمواجهة هذا الضرر»، وان لدى مصر مخزون من المياه متجمعة في السد العالي، وان لدى مصر « ثقة أن الملء الثاني لسد النهضة لا يؤثر على مصر، لكن في جميع الأحوال فإن الأمر المحسوم هو وقوع الضرر الذي يتطلب تحركاً من مصر».وكانت المفاوضات بين الدول المعنية بسد النهضة وهي مصر والسودان وإثيوبيا  قد تعثرت منذ شهر نيسان الماضي ولم يتم التوصل لإتفاق وحسم لقضية التهديد الاثيوبي لتنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة .

المشـاهدات 670   تاريخ الإضافـة 30/05/2021   رقم المحتوى 11273
أضف تقييـم