الأحد 2024/5/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 27.95 مئويـة
وزير الدفاع وحمدية صالح
وزير الدفاع وحمدية صالح
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

في البدء انا لا أوجه الانتقاد او الانتقاص لأية شخصية في المقال , بيد أن الذي دفعني للكتابة ما تداولته فضائيات الاحزاب والاشخاص من مناقشة تصريحات وزير الدفاع جمعة عناد والتي دافع بها عن قوة الجيش العراقي ورفض الاستعراض الذي قامت به مجاميع تابعة للقوات المسلحة مستخدمة اليات وعربات تابعة للقوات المسلحة العراقية لتخويف الحكومة العراقية والاستهزاء من تشكيلات الجيش العراقي.

لقد نسي المتحدثون عن قصد او من غيره ان وزير الدفاع يتحدث عن المؤسسة الام المعنية بحماية البلاد ومواطنيها وهي وزارة الدفاع , والتي يجب ان تبقى دائما هي المؤسسة الاولى ولا يجب ان تتعداها اية مؤسسة اخرى , لان كل المؤسسات الامنية يفترض ان تنصهر في مؤسسة الجيش , ولم ينهض بلد من قبل تتنازع فيه القوة مؤسساتان عسكريتان , وهذا حال البلدان التي تعاني من الشقاق والتفرقة , وامثلة ذلك كثيرة خصوصا ما افرزته فوضى ما سمي ب "الربيع العربي" .

الرجل دافع عن مؤسسة يديرها , وكنا جميعا ننتظر ان يقف الجميع معه في اشاعة الطمأنينة للمواطن الذي بات يعاني من المصير المجهول بسبب استعراضات غير مسؤولة وتصريحات "صبية" ينالون من الجيش العراقي , ومن بعض تشكيلاته , على وسائل التواصل الاجتماعي ولم تتم معاقبتهم من قادتهم ,  وهم يدعون بأنهم ينتمون لمؤسسة تابعة للقوات المسلحة العراقية وهي مؤسسة الحشد الشعبي.

الرجل تحدث عن تداعيات اخطر ازمة ربما تهدد امن واستقرار العراق , وتحدث في وقت باتت التحليلات تؤشر الى ان حربا ضروسا قادمة بين احزاب السلطة النافدة وغيرها من الاحزاب التي تسعى لاشاعة الفوضى في البلاد لانها لن تستطيع ان تحصل على موطئ قدم في المرحلة القادمة , والتي لن تستطيع ان تتواجد على سطح المشهد السياسي في ظل قانون انتخابات يوصف بأنه ما زال ليس عادلا ولا يلبي طموحات الشعب ولا احلامه الديمقراطية , لكنها مثلت خطوة للأمام من اجل استعادة الديمقراطة في البلاد ومن ثم الامان , ومحاولة السيطرة على مشاريع النهب والاستغلال غير العادل لثروات البلاد والتي تتهم بها احزاب بعينها.

ذهب الكثيرون من صحفي الاحزاب وفضائياتهم الى تحليل خطاب وزير الدفاع والحديث عن امور جانبية فيه وتناسوا بقصد او بغير قصد صدقية كلام الوزير , ودفاعه عن سمعة مؤسسة اراد البعض النيل منها من خلال خطوة سريعة وغير محسوبة من بعض قيادات الحشد.

لقد ادان معظم قادة الحشد خطوة الاستعراض ورسم الوهم بالسيطرة على المنطقة الحكومية التي ينتفعون جميعا منها ومن احزابها ورجالاتها , واعتبر الكثيرون ان الاستعراض كان خطوة للتأزيم وليس للحل.

والسؤال الذي يتبادر الى اذهان من تأخذهم الغيرة على سمعة الجيش هو : متى تريدون ان يتحدث وزير الدفاع ويدافع عن المؤسسة العسكرية وعلى رأسها وزارة الدفاع والجيش العراقي , حينما تنتقل حمدية صالح الى الرفيق الأعلى مثلا؟ وهذا ليس انتقاصا من الاخيرة ولكنه سؤال يطرحه المنطق العراقي حيث ان الازمة والتسقيط الذي وقع على وزارة الدفاع يمت بصلة كل الشعب , وعلى رأسهم وزير الدفاع العراقي , فهل من الانصاف ان يعتبر حديث جمعة عناد تحديا لجهات اخرى ؟

كنت انتظر من اصحاب الغيرة على الجيش العراقي ان يقفوا مع وزير الدفاع وان يلتحقوا الى صفه في الحديث لتزكية الجيش العراقي وقوته  كي يبعدوا تهمة التامر على قوة الجيش اولا ويتشرفوا بالانضمام الى مؤسسة وظيفتها الدفاع عن كرامة البلاد.

 

المشـاهدات 537   تاريخ الإضافـة 31/05/2021   رقم المحتوى 11291
أضف تقييـم