السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 37.95 مئويـة
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة !؟
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

لعلها التجربة الاكثر إثارة التي انجزتها أعرق الجامعات الامريكية وهي جامعة ستانفورد التي عرفت (بسجن جامعة ستانفورد ) ، حين عمدّ عالم النفس الامريكي " فيليب زيمباردو  ، القيام بتجربة تقسيم طلبته الى مجموعتين واحدة لعبت دور السجانين والاخرى دور المسجونين ، و تدور احداثها في قبو داخل الجامعة في سرداب اشبه مايكون سجنا ً تم تقسيمه ألى غرف مشابهه لجو السجن ، وقام ذلك العالم النفسي باحكام الجو وتقريبه ألى أذهان شخوصه الواقعين تحت التجربة ، بان تم أخذ الطلبة المساجين من بيوتهم مقيدين بالاصفاد ، واعتقالهم من هناك على يد طلبة أخرين  يؤدون دور السجانين الذين ركبوا سيارات الشرطة ولبسوا لباسهم بعدتهم الكاملة ،

و كانت قيمة التجربة " اللعبة " أن لا قواعد او تعليمات مسبقة على السجانين ولهم أخذ التدابير التي يرتاونها كما يحلو لهم ، دون أية مساءلة من أي نوع او تدخل من أحد ، لتمضيةالدور الذي وضعوا فيه ،

• وكانت النتيجة كارثية خلّفت جدالًا أخلاقيا عميقا  في الاوساط العلمية ،حين راقب العالم زيمباردو بقلق سلوك طلبته وهم يمارسون دور السجانين برصدهم  عبر شاشات المراقبة المخفية ، كيف اصبحوا يتعاملون بخشونة وقسوة وعنف مع زملائهم "المساجين "لدرجة قيامهم بتعذيبهم وممارسة القسوة المفرطة والجلد ، بالرغم من أنهم عرفوا بتهذيبهم  العالي وقي سلوكهم وتفوقهم الذي أهلهم للانتساب لهذه الجامعة المتقدمة في مكانتها بين عموم الجامعات الامريكية ، لكن خارج ذلك القبو المصنوع من أجل التجربة !؟

 اوقف العالم التجربة فجاة وانار أضواء السجن الوهمي فورا.  ، بعد ان ادرك تمادي السجانين من طلبته ،واستنتج شيئا مهماً كعالم عُمم على مراجع علم النفس الاجتماعي في العالم مفاده:

( أن السلطة المطلقة تخرج أسوء مافي النفس البشرية من سلوك مشين )

الطريف أن هذه التجربة تحولت الى فيلم بعنوان ( تجربة سجن ستانفورد ) انتج العام2015 ، لينال مشاهدة واسعة وغير مسبوقة .

اذاً العلم يؤكد أن السلطة حين تمنح الاشخاص في أي مكان حتى وان كانوا بمستوى وعي طلبة تلك الجامعة العريقة تتحول الى ممارسة لا اخلاقية ، وتتسم بالقسوة والعنف والسلوك غير القانوني، بمجرد ان يقال لهم تعاملوا مع الموقوفين او المساجين كما يحلو لكم ،

وهذا ما نشهده على مسرح الحياة حين يمارس رجال السلطة والمسؤولين عن الامن واجهزة الشرطة في الكثير من بلدان العالم عمليات مشينة بالضرب والجلد والركل للموقوفين والمتظاهرين في كثيرمن الاحيان وتفضحهم كاميرات الاعلام المعلنة او المخفية التي تكشف فنون السادية وممارسة العقد الشخصية  والتوحش ،

لسبب واحد أنهم تلقوا تعليمات من كبار قادتهم على ( تنفيذ الواجب ) الذي يتحول بنظرهم المواطن المدني الذي يمارس التظاهر مثلا او الاحتجاج الى عدو تمارس السلطة بحقه عملية الايذاء الجسدي والنفسي والاهانة الشخصية ، التي هي معادل موضوعي لمركبات النقص في داخل رجل السلطة الذي يمارس التعذيب دون أدراك بأنه مقيد بقوانين الدولة المدنية التي فيها سلطات تجب سلوكه العدواني وتحول دون اللجوء الى ممارسة السلطة الغاشمة في حال تكليفه بواجب من ذلك النوع .

لكن الاهم في تجنب ممارسة العنف المطلق هو بتعليم من يكلف بواجب التعامل مع الاخرين حشودا ً او أفراد أن يدركوا  إنه موظف خدمة عامة مقيد بالقانون ولوئح مؤسسته وشرعة حقوق الانسان التي لاتسمح له مطلقا بممارسة العنف والارهاب في السجون وخارجها ، وتنمي مدركاتهم بأن ثمة قوانين رادعة توصلهم للمحاكم في حال التمادي والغطرسه إن أجلاً أو عاجلًا .

 

 

المشـاهدات 536   تاريخ الإضافـة 01/06/2021   رقم المحتوى 11301
أضف تقييـم