الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
بين الاداء الشخصي والاداء المؤسساتي
بين الاداء الشخصي والاداء المؤسساتي
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

ليس صحيحا بالمطلق ان الاداء في الانظمة الديمقراطية ينحصر بالمؤسساتية لوحدها ليترك لها تنظيم الحياة العامة وتسيير شؤون الدولة ,واخلاء طرف القادة السياسيين والتنفيذيين من مسؤولية التدخل لتصحيح المسارات ,فالدولة في هذه الحال هي السفينة العملاقة التي تتشعب فيها المسؤوليات لكتها تحتاج لربان ينظم كل ذلك بطريقة لاتسمح بالتقاطع .

والابحار في باخرة بهذا الحجم يحتاج قبطانها لشيء كبير من الحزم والدقة ,في ذات الوقت الذي يتطلب فيه اعطاء مرونة لبعض الادارات لاتخاذ القرار المناسب من دون الرجوع الى قمرة القيادة ,ما ينطبق على مايحدث في ادارة البلاد لدينا ,فالربان يظن انه الوحيد القادر على العبور بالدولة في هذا البحر المتلاطم من الازمات الى الشاطئ الآمن ,ولهذا يحاول الامساك بكل المفاصل اما لعدم ثقته بقدرات الطواقم التي بمعيته , أولتوهمه انه الوحيد القادر على هذه المهمة وفي الحالتين يرتكب خطأ مزدوجا ,بحق نفسه وبحق الشعب العراقي ,لان استثمار ما يتاح من صلاحيات واستحقاقات وظيفية الى اقصى حد ممكن لن يترك للآخر مايضعه في موقف المسؤولية التضامنية ,ويفقده الشعور باهميته كشريك استراتيجي ومن اجل الخلاص من عقدة خطيرة كهذه يأتي دور الربان الناجح ,الذي لن يتوقف عند محطات يدرك انها لن تؤثر كثيرا في حال قدم عندها تنازلات بسقف محدد ,واذا ماعكسنا ذلك على الواقع سنرى انه لم يكن ليضر السيد المالكي لو انه ترك للآليات الدستورية المضي في ترتيب عائدية الهيئات المستقلة من دون الاصرار على ربطها قسريا بحكومته ,فهو بذلك يقدم للتهج الديمقراطي صمامات امان يضمن عملها بحيادية ,واستقلالية تامة ,ويبعد شبهة التدخل او محاولات الاستحواذ ,ويرضي شركائه من غير ان يخسر هو وائتلافه شيئا لاسيما وان قائمته ستكون ممثلة في ادارة الهيئات ,ومثلها كان الاجدر به ان يفعل مع الحكومات المحلية التي خسرها بالانتخابات الاخيرة ,فبدلا من الاصرار على الطعن في تشكيلها لاسباب قد لاتبدو موضوعية حتى بات البعض يصور الامر على انه استخدام للسلطة القضائية لتغيير معادلات سياسية كان يفترض به التفاهم مع حلفائه المقربين لترتيب اوراق بيتهم الداخلي وتوزيع الاستحقاقات بطريقة عادلة  ومتكافئة ,من دون الاضطرار للخوض في عملية تهشيم صورة الدولة الديمقراطية باستغلال الياتها لاغراض لاتمت للديمقراطية بصلة .

الذهاب الى ابعد مديات السلطة بكل منافعها ومساوئها لم يوصل احد الا الى منزلقات كارثية لن يعود منها سالما معافى ,فالتغاضي عن جزء مما هو لك حتى وان بدا كتنازل يمثل مثلبة في اكتمالك ,الا انه يحمل وجها ثانيا في حسابات الربح والخسارة ,فلا ضير ان نربح الدولة مقابل خسارة بعض مكتسباتنا ,لاننا نعمل سوية من اجل الفوز الكبير ,وبخلافه فلا طعم لاي انتصار نتوهم اننا حققناه على حساب الخصوم ,فربما نكتشف اننا فقدنا فرصتنا بالربح الاكبر .

المشـاهدات 556   تاريخ الإضافـة 01/06/2021   رقم المحتوى 11306
أضف تقييـم