النـص :
التقارب الصدري - الكوردي في الفترة الاخيرة يمثل تطوراً مهماً في مسار التحالفات الانتخابية المقبلة لانه يبحث في نوع جديد من العلاقات التحالفية تختلف عن الشكل التقليدي الذي عرفناه خلال الفترة السابقة ، لانه يبنى على اساس الزعامات المنفردة للمكونات ويستبعد الزعامات المتعددة التي توزع كل التحالفات الى مراكز نفوذ عديدة تضعف قوة القرار وتشتته.
فعلى مدى لقاءات متكررة كان اخرها وفد من الهيئة السياسية للتيار الصدري مع قيادات كردية في اربيل، تسربت معلومات تشير لطرح مبتكر من قبل الصدريين يقضي ان اي نوع من التحالفات الجديدة يجب ان يأخذ بنظر الاعتبار ان يعامل رأس اي طرف فيه على انه يمثل كل المكون الذي ينتمي اليه وعلى سبيل المثال ان يكون السيد مسعود البارزاني ممثلاً عن كل الكورد والسيد مقتدى الصدر عن كل الشيعة في هذا التحالف وكذلك بالنسبة لمن ينضم اليهم من الاطراف السنية ليأتيي مممثلاً عن السنة جميعهم ، في محاولة لانتاج تحالفات طولية سبق ان دعى اليها السيد عمار الحكيم قبل عدة اشهر تؤدي بالنتيجة الى جبهتين في مجلس النواب المقبل احدهما تمثل الموالاة وهي الجبهة التي تأخذ على عاتقها تشكيل الحكومة وتضم جميع المكونات ، والجبهة الثانية تمثل المعارضة وهي التي تكون خارج الحكومة وتحتوي ايضاً على كل المكونات ، في اتجاه يريد تغيير رسم الطريقة القديمة التي اعتمدت في تشكيل الحكومات السابقة ، عندما كان الجميع يشارك في الحكومة ، كما ان الجميع ممكن ان يكون معارضاً وهو السبب الرئيس الفشل الكبير الذي منيت به القوى السياسية لانها خاضت تجربة تجربة وضعت الاداء رهن التوافقات السياسية والصفقات ، ولم تستطع الخروج من اطار المحاصصة الطائفية والمكوناتية والجهوية.
القوى السياسيية اتجهت لجعل العملية السياسية في العراق مختبر تجارب ، تختبر فيها اجتهاداتها بدءاً من المسميات التي اطلقتها على نتائجها من الحكومات ، ومنها حكومة وطنية وحكومة شراكة وحكومة وحدة وطنية وحكومة فضاء وطني وسواها من الحكومات التي اثبتت فشلاً كبيراً ، وثبت بشكل فاضح فقر خبرتها السياسية والادارية والان تريد تجربة نوع جديد من التحالفات على الرغم من عدم وجود ضمانات بنجاحها وبالتأكيد سيزيد الفشل على كاهل المواطن الذي ينتظر اصلاحاً حقيقياً وتغييراً ملموساً.
|