في اكثر من مكان وباتجاهات عديدة تنشغل نخب وشخصيات وقوى تشرينية وغير تشرينية لبلورة جبهة واسعة لمحور مقاطعة جاد يتمثل في معارضة وطنية عراقية خالصة خارج البرلمان لعدم اعترافها بالمخرجات التي أدت لانتاجه او تنتج البرلمان المقبل بعد رفعها لشعار مقاطعة الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً.

الحراك الذي ينتظر منه وليداً معافى يعكس حجم الخيبة الذي سيطر على النفوس بعد ان اوغلت القوى السياسية الفاسدة في تعميق المأساة جراء استخفافها بمقدرات ومصائر العراقيين وعدم الالتفات لما تتسبب به من انهيار في مجمل المرافق العامة والخدمات ، ليعيد التوازن بين كفتي الاصلاح والفشل بعد ان رجحت كفة الفشل طوال السنوات السابقة ولم تنجح معها كل المحاولات التي بذلت لازاحتها من المشهد لاصرار اصحابها وتمسكهم بالنهج الذي لاينتج نجاحاً ولا اصلاحاً ، ليبلور هذا الحراك توجهاً جديداً يعتمد باسلوبه على خلق معارضة نخبوية وشعبية واسعة رافضة لمسارات العملية السياسية ومطالبة باستبدال النظام السياسي الحالي بآخر يلبي احتياجات الشارع العراقي الذي سأم المتوفر حالياً من سياقات غدت عبئاً ثقيلاً واكدت عدم قدرتها لانتاج طبقة سياسية جديدة لقدرة الطبقة الحالية على الالتفاف على اي مشروع اصلاحي يدفع به الاحتجاج او النقمة الشعبية الى واجهة التشريعات ، واخرها مشروع الانتخابات المبكرة الذي كان احد مطالب تشرين باشتراطاته ، لكنه تعرض لما تعرض له من تسويف وتحريف ليصب في خدمة ذات قوى الفشل ويفرغ من محتواه ليصبح استنساخاً مطور للمشاريع السابقة غير القابلة على تقديم انموذج مغاير يمكن ان يطمئن له الشارع ، ولهذا بات انتاج جبهة معارضة وطنية عراقية خالصة التوجهات وغير تابعة لاجندات خارجية وغيير مرتبطة بالمباشر او غير المباشر بالقوى السياسية الحالية وهو مطلب نخبوي شعبي ليستخدم للضغط المستمر ولعزل الطبقة السياسية وعدم منحها الشرعية بأي شكل من الاشكال.

المعارضة الوطنية العراقية التي بدأت تتشكل وفق رؤية واضحة وبمعالم غير مشوهة وستضم كل عراقي يسعى لتغيير الحال ونبذ الواقع السياسي البائس ، سيكون لها دوراً فاعلاً لنقل حالة الاحتجاج من الطريقة التقليدية المعتادة الى داخل الاروقة السياسية وهو دور لابد منه وان تعددت الطروحات والقناعات لدى المشاركين بهذه الجبهة ، لان مخرجاتها تأتي ذات تأثير كبير غير متوقع.