الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
الاعتراف بالخطأ لا ينفي تكراره
الاعتراف بالخطأ لا ينفي تكراره
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

جهات وقيادات سياسية كبيرة ونافذة تعترف بالاخطاء العديدة التي ارتكبت ، خاصة تلك التي رافقت العمليات الانتخابية المتعددة مما افقدها شرعيتها امام المواطن العراقي ولعل آخر تلك الاقرارات ما ادلى به السيد برهم صالح رئيس الجمهورية عاداً الانتخابات المقبلة انها مصيرية وحاسمة يفترض اعادة ثقة المواطن بها.

اقرار خطير وواضح وصريح من هذا النوع تجمع عليه الطبقة السياسية عامة يطرح الف تشكيك وتشكبك يسبقها الف سؤال وسؤال ويتقدمها السؤال الاهم ، وهو ما هي الضمانات والمؤشرات التي تدل على ان الانتخابات المقبلة يمكن ان تكون مختلفة عن سابقاتها المتهمات بالفشل والخلل ؟ ولماذا يفترض بالمواطن الفاقد للثقة بالانتخابات ان يصدق وعود هذه القوى السياسية التي لم تف بوعودها لخمس دورات متتالية ، فما الذي يجعل المواطن ان يرتكب ذات الخطأ ويذهب للمشاركة بانتخابات يعلم مسبقاً انها لاتلبي طموحاته بل يعترف قادة البلد انها معرضة للخلل؟ وهل تعد المشاركة فقط في ممارسة افرغت من محتواها واصبحت معبراً لقوى وكتل سياسية لتصل الى السلطة ومن ثم استغلالها للحصول على مكاسب ومغانم ومنافع تستحصل جميعها من المال العام بطرق غير مشروعة وهو وسيلة لتضليل المواطن الناخب ، وتجاوزه بمجرد تحقيق الطبقة السياسية لاهدافها ، وهي عملية لم تعد سهلة بعد ان اتضحت الصورة بشكل دقيق امام المواطن الذي يصعب استغفاله مرة اخرى ، لارتفاع درجة الوعي لدى الاجيال الجديدة الناشئة التي ولدت من رحم المعاناة والفشل المتكرر ، وباتت جميع الذرائع التي تسوقها القوى السياسية او الشعارات الرنانة التي تتحدث بها القيادات السياسية غير مقنعة ولاتستطيع ان تسحب المواطن لمنطقة الاغتيال السياسي لصوته.

الفشل المتكرر والاخطاء القاتلة التي رافقت العمليات الانتخابية السابقة ، قصمت ظهر الثقة بين العملية الديمقراطية وبين المواطن ، ولاتستطيع كل الوعود والعهود التي التي يطلقها المستحوذون على مقاليد الحكم ان تعيد تجسير الهوة بين الطرفين ، لاسيما وان التعويل على انتخابات لاتتوافر على الاشتراطات والضمانات الكفيلة بنزاهتها واستقلالها هو مجرد وهم وعبث من يصدقه لايعدو كونه جاهل ومغفل لايدرك ما يجري خلف الكواليس والاروقة السياسية.

المشـاهدات 451   تاريخ الإضافـة 08/06/2021   رقم المحتوى 11379
أضف تقييـم