الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
المرأة.. بين غضب المجتمع والرجل ورحمة الرب
المرأة.. بين غضب المجتمع والرجل ورحمة الرب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب وفاء الفتلاوي
النـص :

تعد المرأة الركن الاساسي للأسرة والمجتمع وغالباً ما يطلقون عليها النصف الاخر وهو تشبيه عقيم اذا ما قورنت بحجم انجازاتها بجميع مفاصل الحياة سواء في المنزل او العمل وحتى في الشارع وسياقته ويوافقني البعض انها تعني شيء الكبير ممن قرأوا القران الكريم واستحيوا حروفه والقرآن الكريم قد أشار إلى تقرير هذه المساواة بين الرجل والمرأة في الإنسانية عند قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي اكدت على العدل والمساواة بين الرجل والمرأة.فالكثير من النساء لم تلمس كلمة العدل حتى اللحظة خاصة من ذوات الطبقة الوسطى والفقيرة ودون مستوى الفقر اذ يتعرضن الى اشد انواع التعسف الاسري والتعنيف الجسدي من ضرب واهانة وتنابز بالألقاب وقد امر الله سبحانه وتعالى بحسن المعاشرة في قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرً}، وتعد هذه قاعدة رئيسية وقانوناً الهياً في حسن معاملة المرأة ورغم ذلك لا تطبيق على ارض الواقع.ومن القانون الالاهي الى الحكومي يضمن حقوق المرأة وسلامتها جسديا ونفسيا يكمن في مشروع قانون مناهضة العنف الاسري الذي شرع من قبل مجلس الوزراء ويتضمن 21 بنداً واحكاماً جزائية وبحسب الحكومة انه سيشكل نقلة نوعية في حماية حقوق الأسرة العراقية أسوة بالقوانين والأنظمة المعمول بها في أغلب دول العالم كما ترى الحكومة أنها تشكل رادعًا لاستخدام العنف.وتصاعدت دعوات قوى محلية ودولية، لإقرار هذا القانون في مجلس النواب؛ لكنه ضل حبيس الادراج بين الشد والجذب على بعض بنوده ومنه انه سيفتح باب البلاغات على مصرعيها لأسباب صحيحة وغير صحيحة وربما لمجرد خلافات!!، وعجباً لمجلس فكر ببند من القانون وضع بخانة (الازعاج) ونسي تعنيف المرأة وما تتعرض له من اضطهاد رغم تأكيد وزارة الداخلية بازدياد العنف الاسري والتي وصلت في 2020 إلى 15 ألف حالة، ربما ينتظرون تحطيم الرقم القياسي للدخول في موسوعة غينيس عندها يشرع القانون.وعللت جهات رسمية ومنظمات المجتمع المدني اسباب العنف الاسري الى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والخلافات العائلية ومشاكل الحروب المتراكمة وعدم الاستقرار الأمني وتفشي الفقر وانتشار الجهل.. وهل هذا يعني ان تتحمل المرأة المزيد من الاعباء وتحويل دفة الظلم والاستبداد الى الفقر والخلافات وغيرها؟؟، فالجميع يعي جيدا انها ظاهرة جديدة دخيلة على الاسر العراقية نمت وتمحورت حتى وصلت الى جرائم قتل ومازلنا نتفرج كيف تسلب المرأة حقوقها وبانتظار تشريع القوانين وتطبيقها ولا تجد اذاناً صاغية لصرخاتها مجرد عقد مؤتمرات والخروج بتوصيات يحترق البعض لتنفيذها ولا علم لنا اين تذهب في نهاية المطاف.ياسادة المرأة كيان حي تتمثل بالأم والاخت والزوجة والحبيبة والصديقة وغيرها من المسميات كرمها الله في جميع الكتب السماوية التي انزلت على الانبياء والمرسلون هي لا تضرب ولا تهان ولا تصفع.. واعمالكم هي من ستحول تلك النساء الى قنابل موقوتة قد تتحول يوماً ما الى نووي يحرق الاخضر واليابس وخير دليل على ذلك هي انتشر حالات التنمر بين المراهقات والاطفال وهذا ما عكسه واقع المرأة على هذه الفئات، فمجلس النواب مطالبا اليوم بالإسراع في تشريع القانون وتطبيقه وتنفيذ جميع بنوده قبل فوات الاوان فأبناؤنا امانة في اعناقكم.

المشـاهدات 599   تاريخ الإضافـة 14/06/2021   رقم المحتوى 11432
أضف تقييـم