الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
في الهواء الطلق ولادة الإصلاح من رحم الجماهير
في الهواء الطلق ولادة الإصلاح من رحم الجماهير
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

في هذه المرحلة قبيل الانتخابات النيابية المفترضة في بداية الشهر العاشر ، المدعو تشرين الاول من العام 2021 ، شهدنا وسنشهد المزيد من التفقيس الاعلامي لفضائيات وصحف ومواقع الكترونية وجيوش ترويج و محابات ومحاربات وصراعات عبر ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي ، وكذلك اذاعات ووسائل تواصل جديدة ومبتكرة.

كل ذلك سيظهر للدخول في الصراع الانتخابي القائم اصلا على اساس وهن يعتمد على التسطيح والافكار الهزيلة واعادة بث الطروحات العقيمة التي تدغدغ مشاعر البسطاء بعيدا عن المنهجيات العلمية وتطورات العالم ، فليس من المستغرب ان تفرد قناة علمانية بنت علماني مثلاً برنامجاً عن السحر والشعوذة ، في وقت متزامن مع ارتكاب اكبر جريمة عصرية (ما يسمى بقاعدة سبايكر) ولم تعطها اهميتها واستحقاقها من حيث الوقت وتسليط الضوء.

وكذلك قنوات فضائية اخرى تتجنب الحديث عن المجرمين والقتلة بصرف النظر عن بشاعة الجريمة وحجمها ، فالمهم لديهم التمويل القادم من ذوي القتلة وقادتهم ، وليس مهما دماء الابرياء ، الابرياء الذين لم تتصدى جهة سلطوية او كتلوية للدفاع عن حقوقهم واستحصالها لهم.

كان من المفترض على مستشاري الاحزاب الاسلامية التي تدعي انها تمثل وسط وجنوب العراق ، ان يشيروا على تلك الاحزاب (على الاقل من باب الدعاية الانتخابية المبكرة) في ان يهتموا بقضية شهداء (سبايكر) ولو اعلاميا ، ام ان دماء الضحايا لم تعد تنفع حتى لهذا الغرض؟

لقد اثبت الاعلام الاسلامي ـ غالباً ـ فشله في مواجهة الاعلام الحر والعلماني ، الذي استطاع جذب مئات الالاف ان لم نقل اكثر من الشباب المتحمس والثائر ضد الفساد العارم ، كما ان مؤشرات توجهات الشارع باتت محسوسة لدى اغلب تلك الاحزاب وباتت خشيتهم واضحة من خسارتهم المقبلة في الانتخابات ، ولا سيما لو توفر القدر المعقول من النزاهة والديمقراطية الحقة وتحييد قوة السلاح والتهديد والوعيد في تغيير وجهة اقبال الناخبين او مدى رغبتهم في المشاركة بعملية الاقتراع.

بالتأكيد سوف لم تقف احزاب السلطة المتعكزة زيفاً على الدين الاسلامي ، مكتوفة الايدي او متفرجة على خسارتها الوشيكة وبداية نهايتها ، بل انها ستبحث وتتخذ السبل والخطط والتدابير الكفيلة بإعادة تسويق نفسها بصرف النظر عن شرعية طريقة التسويق ، بالمقابل هناك من يتحين الفرص للإطاحة بتلك الاحزاب لا حباً بالشعب ، وانما بغضاً بها ولتعارض مصالحهم المتضادة.

وتبقى الحاجة ملحة وضرورية لتشكيل تنظيم سياسي يولد من رحم الحراك الشعبي الجماهيري الناقم لما آلت اليه امور البلاد والعباد ، ولا بأس ان يستعين بأحد الاحزاب الوطنية في طلب المؤازرة والتوجيه وتوفير بعض الامكانات من مقار للاجتماعات وتوفير بعض الامور اللوجستية كنوع من التحالف غير مبيت المردودات والفوائد ، فإرادة التغيير والاصلاح لا تكفي لتحقيق المطلوب دون السير وفق منهجية عمل وخطط مدروسة للتكيف مع الوضع السياسي القائم ومحاولة التغيير من داخله وقلب الطاولة على المتسلطين الذين فشلوا في تحقيق منجزات حقيقية للشعب ، لكنهم نجحوا بامتياز في الثراء الفاحش والنهب المفتوح لاموال البلد وخيراته بكل ما اتيحوا من قوة ، وسبقون كذلك لحين ولادة قوى وطنية قادرة على اعادة الامور الى نصابها واسترداد الاموال المنهوبة واعادة ضبط الامكانات الصناعية والتجارية والزراعية والنفطية والمالية والاقتصادية عموما ، وبشكل تدريجي ، فأن يأتي الاصلاح متأخرا ، خيرا من ان لا يأتي.

المشـاهدات 447   تاريخ الإضافـة 14/06/2021   رقم المحتوى 11437
أضف تقييـم