غزو واحتلال المناصب ---------------------------------- لعلنا اذا نظرنا الى المجتمعات الوظيفية نجدها عبارة عن بيوت تضم عائلات تتكون من مجموعة افراد تربطهم روابط و أواصر معينة فتجدهم متحابين ومتآخين فيما بينهم، ولكن وللأسف فقد اجتاحت هذه المجتمعات بعض التصرفات التي خرجت عن نطاق الأفراد واصبحت تتكرر بشكل شبه مستمر ومنها التزاحم على مناصب الغير وبشتى الطرق والتحايل والتأثير للاستحواذ عليها.وكما نعلم ان العمل الوظيفي مبني على نظام قانوني خاضع للضوابط والتعليمات ويتسم بالأخلاق والمبادئ التي تدخل في اساس اختيار الموظف لإشغال منصب معين.واليوم بعد ما اجتاحت الأمراض والأوبئة لاسيما وباء العصر كورونا والذي اصاب العديد من الموظفين فقضى على بعضهم ونجى البعض الأخر، وللأسف نجد تحرُك البعض على مناصب هؤلاء من اجل الحصول عليها ناسياً او متناسياً ان المقابل زميل واخ في ذلك البيت الوظيفي.ان عملية الصعود على جراح ومصائب الأخرين وان كانت سهلة التصرف ولا تحتاج الا قليلاً من التلون والتملق مع مسحاً للأكتاف يصاحبها نفاقاً وظلم، ماهي الا تصرفات شيطانية وعدوانية تسئ الى سمعة ومسار العمل الاداري وتسبب ارباكاً بعمل المؤسسات وخللاً في الأداء الخدمي لها.ان الأساس الاداري لاختيار المناصب لابد ان يمر بعدة قنوات رسم طريقها القانون الوظيفي وجعل لها مساراً من المفترض ان تسير عليه الإدارة في عملها وتستمر وتحرص على اقتناء موظفيها وفقاً لما رسمه المسار القانوني بعيداً عن الضغوطات والتحركات الجانبية وعدم فسح المجال للمزايدات والرغبات الشخصية بالسيطرة على عالم المناصب الوظيفية.لذلك فأن اي تكليف لأي منصب دون اتباع الألية القانونية قد تجعل هناك عشوائيات وظيفية تقحم الإدارة بعالم اللامعرفة والذي يؤدي في نهاية المطاف الى فوضى ادارية يدفع ثمنها في الأخير المواطن والتي تنعكس في ظلالها على جميع نواحي الحياة المختلفة والتي تؤدي بطريقة او اخرى الى عدم استقرار امني ومجتمعي واقتصادي، والذي حتماً سيساهم في زيادة معدلات الجريمة بمختلف اشكالها وانواعها.نحتاج لوقفة تأمل بسيطة ومراجعة مستفيضة للذات الوظيفي لنرتقي بالوظيفة العامة خدمة للوطن والمواطن وبما يحقق رضا مجتمعي متكامل. ---------------------------------- كتاب الدستو أضيف بواسـطة : addustor المشـاهدات : 518 تاريخ الإضافـة : 15/06/2021 آخـر تحديـث : 26/03/2024 - 21:58 رابط المحتـوى : http://addustor.com/content.php?id=11449 رقم المحتوى : 11449 ---------------------------------- جريدة الدستور Addustor.com