الثلاثاء 2024/4/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
مائة عام على تأسيس الدولة دون اكتراث ! ؟
مائة عام على تأسيس الدولة دون اكتراث ! ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

• نقترب من العيد الوطني المئوي ، لتاسيس الدولة العراقية في الثالث من أكتوبر / تشرين اول  المقبل ، من دون شعور بان ثمة تحضيرات واسعة قد تذكر لحدث لا يتكرر مرتين في عمر الانسان  وهو  يعيش مولد دولته  المئوي الذي لم يبق عليه سوى أشهر معدودات ، على

ولادة الدولة العراقية الحديثة ، فبعد احد عشر عاما  من استقلال البلاد ، ظهر في الثالث من اكتوبر / تشرين أول من العام 1932 دولة جديدة في العالم اسمها العراق لتحتل التسلسل 57 بين دول العالم في عصبة الأمم ، المنظمة النواة للأمم المتحدة الحالية وهي اول منظمة  هدفت الى الحفاظ على السلام العالمي بعد التوقيع على معاهدة فرساي في باريس العام 1919 ، وليخرج العراق من عباءة الانتداب البريطاني إلى دولة مستقلة بعد 56 دولة استقلت قبيلها، وتجلس على مقعد مبكر بين دول العالم الحر من بين 58 عضوا مجموع دول العصبة التي كانت مصر أخر عضوا إنضماما اليها حتى حُلت في العام 1946 ، كان

الحضور العراقي الدولي مدويا ً في الشرق الأوسط

كان ولادة الدولة العراقية المبكر وحضورها في الساحة الدولية مميز ، بوجود نخبة حاكمة فاعلة ومؤثرة

وفي هذا المحفل الدولي السياسي الذي أراد نزع السلاح من أيدي الدول المتحاربة في أوائل القرن العشرين وفرض قيود على برامج التسلح العالمي ، وحلمت تلك الدول بإمكان نزع السلاح العالمي في مؤتمر دولي عقد سنة إنضمام العراق 1932-1934 واستمر عامين ، دون جدوى اذ كان العالم متردد في خفض برامج التسلح وغير متيقن بجدوى ذلك ، لكنّ الامر في السر ليس كما هو العلن ،حيث تستحث الدول ريبتها من الخصوم المتنامين حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية العام 1945 ،

رغم ذلك فان أستقلال العراق وتسجيل شعبه خريطة جديدة للوطن العراقي بما رافقها من تحديات كبيرة في مقدمها سطوة الانتداب البريطاني وتباين رغبات الشعب واختلاف تطلعاته أكد ان هذا البلد العربي يلد ولادة قيصيرية لولا حكمة الهاشمين ودهاء رئيس الحكومات العراقية الذي تولاها (14 ) مرة ، نوري السعيد ، له الفضل في  تمكن الدولة الفتية من الظهور والوقوف على اقدامها بحسب اغلب المؤرخين ،بل الوقوف الى صف الكبار في العالم بفهم قل نظيره لدور المتغير الدولي في السياسة الدولية وأثره في تقرير مصير البلدان المستقلة حديثاً .

تأسيس الدولة العراقية ممثلة بمجموعة غير قليلة من السياسيين والضباط الذين انتموا سابقا الى الجمعيات السرية المناهضة للحكم العثماني و التركي فيما بعد ، بين الجبهة المناقضة لهم ممثلة بالموالين للنفوذ البريطاني المستعمر ذو اليد الطولي في حكم البلاد ، التي كانت تسيّر دفة سفينة الحكم نحو اهوائها ومصالحها وتنصيب من تشاء في الحكم ،حتى نجحت في سوق البلاد الى ثورة الرابع عشر من تموز / يوليو 1958 ،وتدخل البلاد في حمامات الدوم على أثر مقتل العائلة المالكة ، لتدخل في اتفاقات وأهواء تحاكي اليسار العالمي ودخول البلاد في إنقلابات طاحنة ، بدات ولم تنتهي .

يقول المؤرخ الفذ حنا بطاطو في وصف الحالة العراقية أبان الحكم بعيد الاستقلال ، التي اثارت النشاط السياسي المعارض لإيقاع الحكم وتنامي العداء ضده ،

لقد حقق رعيل الحكم الاول للعراق ( 1921-1958 ) الكثير من المنجزات في مقدمها توحيد البلاد وتثبيت عاصمتها بغداد ، واستعادت ولاية الموصل ،

رغم هذا فان انقلاب العام  1958 ألغى حلم رئيس الحكومة العراقية نوري باشا الذي يرى ؛

(لا معنى لأمن وطني عراقي من دون منفذ كفوء على البحر وتامين منابع دجلة والفرات ) كما قال في المدرسة الحربية العراقية مطلع الخمسنات ،

لم يتحقق ذلك وظلت سفينة العراق ترتطم بامواج وعواصف حتى يومنا هذا بتكرار الاخطاء وديمومة الحروب والقتل على الهوية الذي افقد البلاد سمعتها قبل ابنائها وثرواتها .

 

المشـاهدات 452   تاريخ الإضافـة 15/06/2021   رقم المحتوى 11453
أضف تقييـم