السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 36.95 مئويـة
قمة الاضداد في جنيف أدارة أم أنهاء للصراع
قمة الاضداد في جنيف أدارة أم أنهاء للصراع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. سامر ناهض خضوري
النـص :

عندما يلتقي الاضداد في قمة دولية تكون اسبابها في الغالب ارتفاع وتيرة الصراع الى الحد الذي سيصل من الصعوبة السيطرة عليه ولا سيما في ظل وجود الاسلحة النووية والبايولوجية والسيبرانية عند الطرفين التي تهدد امن كل منهما، فضلاً عن الامن الدولي، لذلك يلجئ رؤساء تلك الدول الى عقد لقاء يتباحثان فية حيثيات ومديات ذلك الصراع وعواقب استمراره على الطرفين، للوصول الى توافقات تخفيف من وطئته عن طريق ادارته بالشكل الذي يحد من اتساع ادواته ومديات انتشاره او وضع الحلول المناسبة لذلك الصراع من اجل انهاءه.فان اللقاء الذي حصل بين الرئيس الامريكي (جو بايدن) والرئيس الروسي (فلادمير بوتن) في جنيف بتاريخ 16/6/2021 كان تكريساً واضحاً على ارتفاع حدة الصراع بينهما الى مديات بعيدة وخطيرة، الامر الذي تطلب الى وضع الحد لذلك الصراع بحيث يمكن السيطرة عليه من دون حدوث اضرار كبيرة يصعب استيعابها.ومن خلال القضايا التي طرحت في هذه القمة نجدها ارتكزت في الاساس على الجوانب الامنية وكانت على رأسها الاسلحة الاستراتيجية المتمثلة في اعداد الصواريخ النووية والضرورة التي تقتضيها في تمديد اتفاقية (ستارت3) لخمسة سنوات، اما القضايا الاخرى فقد تعلقت ببعض المناطق التي مثلت نقاط الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا من جهة اخرى تتمثل بأوكرانيا فقد كانت وجهة النظر الامريكية من ان اوكرانيا جزء من الديمقراطية الاوربية مما يفضي الى ضرورة انظمامها الى الاتحاد الاوربي  في حين ان بوتن يعتقد ان اوكرانيا احدى الخطوط الحمراء وتمثل تهديداً حقيقياً للامن القومي الروسي في حال انظمامها الى الاتحاد الاوربي، لذلك من المرجح كان الاتفاق على حماية مصالح كلاً من روسيا والاتحاد الاوربي في اوكرانيا دون المساس بمصالح احدهما مع خفض حدة التوتر من خلال سحب روسيا لقواتها المتجحفلة قرب الحدود الاوكرانية وبالمقابل ايقاف الاتحاد الاوربي شحنات الاسلحة الى اوكرانيا، اما فيما يخص ليبيا فقد اكد بايدن على ضرورة استقرارها ولكن عملية الاستقرار لا يمكن ان تتم ما لم تتفق الاطراف الدولية، والذي تجسد من خلال اللقاء على منع تدفق المهاجرين او اي عناصر من التنظيمات الارهابية الى اوربا من خلال الحدود البحرية بين ليبيا وايطاليا، فضلاً عن متغير الغاز الذي اصبح الشغل الشاغل لاوربا كوقود لصناعتها وما تحتويه ليبيا من كميات كبيرة من الغاز التي تسعى اوربا للحصول عليه، بالمقابل فان ذلك الامر لا يصب في صالح روسيا المصدر الاول للغاز لاوربا والذي يقدر بـ(40%) من نسبة احتياجها واذا ما حصلت اوربا على الغاز من ليبيا سيخسر اللاعب الروسي الكثير من الموارد، فضلاً عن انه سيخسر ورقة ضغط مهمة يستخدمها ضد اللاعب الاوربي، اما فيما يخص سوريا فقد جاء التأكيد على ضرورة حماية المصالح الامريكية كمنطقة جيو ستراتيجية مع الحفاظ على الهيمنة الروسية عليها.ولم يعد الامن يقتصر على الادوات التقليدية في الحروب انما ظهر متغير اخر للامن يدعى بالامن السيبراني والذي بدأ يشكل خطورة كبيرة في الاونة الاخيرة كون العالم المتقدم اصبح يدار من خلال البرامج الالكترونية المعرضة الى الهجمات السيبرانية على مختلف مؤسساته السياسية والامنية والمالية، وقد اخذت روسيا تزداد في هجماتها السيبرانية على المؤسسسات الامريكية في الاونة الاخيرة نتج عنها اضرار كبيرة على الدولة الامريكية، وصلت الى حد تهديد الامن القومي الامريكي واشاعة الفوضى، ولاسيما الهجومين الاخرين التي تعرضت له المؤسسات الامنية والسياسية، فضلاً عن الهجوم الذي تسبب في ايقاف عملية نقل وقود البانزين الى السيارات الامر الذي سبب ازمة كبيرة في عملية نقل البظائع والمواطنين. فان ذلك الامر لا يمكن التغاضي عنة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ولابد من ايجاد المعالجات المناسبة له والتي تكمن في الرد على ذلك الهجوم من خلال القيام بهجمة سيبرانية على المؤسسات الروسية مما يؤدي الى تصاعد الحرب السيبرانية بين الطرفين ذات الامكانيات الكبيرة في هذا المجال وان ذلك الامر سيلقي بظلاله على الطرفين، فضلاً على حركة الاقتصاد العالمي او ارسال رسائل الى الدولة المعنية أشعارها بخطورة هذا النوع من الحروب ومدى الخراب والدمار الذي سيلحق جراء تلك الحرب، لذلك جاء اللقاء حول الكيفية في الحد من هذا النوع من الحروب وادارتها بطريقة تضمن عدم الاضرار ببعضهم البعض.ولم تخلو القمة من بعض الجوانب الاقتصادية فقد اكد بايدن على معرفة نوايا روسيا في استخدام عملات  غير الدولار في عمليات البيع والشراء ووصل الحال الى استخدام عملات اخرى من احتياطي الدولة، وحذر بايدن من عواقب ذلك الاجراء الذي تقوم به روسيا.وان المتابع لذلك اللقاء لا يجد اي عملية توقيع على اية معاهدة في القمة وانما اقتصرت على التباحث في بعض القضايا الرئيسة من اجل وضع حداً لها.ومن  خلال هذه القمة يمكن ان نلتمس بعض الاستقرار في المناطق التي تمثل شد وجذب بين الدولتين، فضلاً عن ايقاف الهجمات السيبرانية التي تقوم بها روسيا.وبذلك فان القمة بين طرفي الصراع تقوم في الاساس على ادارة الصراع وليس انهاءه الى الحد الذي لا يصل الى مديات اوسع فهو محاولة لادارته بشكل الذي لا يسمح في التصعيد بشكل اكبر والاتفاق حول بعص الامور التي تحافض على مصالح كل طرف.

المشـاهدات 513   تاريخ الإضافـة 20/06/2021   رقم المحتوى 11476
أضف تقييـم