السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
اللاعبون على وهج اللغة ومفرداتها
اللاعبون على وهج اللغة ومفرداتها
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

المجتمع العراقي معروف عنه تغليب الصفة العاطفية بالتعامل مع الاحداث ، فيأخذ منه الابهار جانباً في تأثره ، ويطغى ذلك بشكل واضح فيما يتعلق بالمسموعات حيث تعد الظواهر الصوتية في لغة الخطاب عامل استجابة ايجابية بحسب قدرة المصدر سواء كان فرداً ام مجموعة وهو ما يعتمده البعض في تحقيق مساحة حضور في ذائقة هذا المجتمع.

لذا ترى ان اغلب الشخصيات السياسسية التي تصدت للعمل السياسي والتي جاءت من المدارس الدينية لاسيما تلك التي درست اللغة والخطاب وعلم الكلام ، قد استثمرت ملكتها ومؤهلاتها التي اكتسبتها في هذا الميدان لتكون مؤثرة ، فهي تجيد التلوين الصوتي والانتقال من القرار الى الجواب بما يضمن لها الاستعاضة عن الحجة والدليل واعتماد التزويق اللفظي لانها جزء من المسافات التي تدرسها ، فأجادت تطويع المفردات وقلب الحق الى غيره واللعب على عواطف العامة ، مازجة بين الطاهر من الروحانيات المتعلقة بالعقيدة والايدلوجيا وبين السلوك الدنيوي مع تسخير بالغ الوضوح لهذه الامكانيات بتضليل الناس وايهامهم وتسويق افكار غير مطابقة للواقع بحرفية تحجب جوهر الحقيقة.

فكان لقدرات هؤلاء من خريجي هذه المدارس دور سيء في اشاعة الجهل والتضليل وتزييف الحقائق وتصدير الوهم وربط مصائر الناس بحبال التعلق باستحضار اللغة ، حيث يجيد هؤلاء فن الاقناع ليبدو معظمهم بصورة الواعظ والحريص وان لم يرتدِ جبة او عمامة فأغلبهم افندية ببدلات انيقة وربطات عنق وهو ما يعطيهم اكثر من سبب للاقناع وايقاع ضحاياهم من البسطاء والسذج في شباك تأثيرهم الزائف والمبني على اسس من السراب المعسول.

الجيد في الامر ان اغلب هؤلاء وبعد ان مارسوا أسوأ الاعيب القفز على وهج المفردة وعمقها وتشبثوا بتلابيب اللغة وفنونها ، فصاروا الان مكشوفين بل مفضوحين للجميع ولم يعد لتأثيرهم مساحة حضور واسعةلدى المتلقين من العامة الذين اصبحوا اكثر وعي ويقظة تجاه ما يحاول هؤلاء جعله امراً واقعاً.

المشـاهدات 561   تاريخ الإضافـة 22/06/2021   رقم المحتوى 11515
أضف تقييـم