السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
الدستور (خيمةُ كلِّ العراقيين) تشعلُ شمعتَها التاسعة عشرة.... ثباتُ المنهجِ الوطني.. والإصرارُ على المهنيةِ
الدستور (خيمةُ كلِّ العراقيين) تشعلُ شمعتَها التاسعة عشرة.... ثباتُ المنهجِ الوطني.. والإصرارُ على المهنيةِ
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منذر عبد الحر
النـص :

من الصعب جدا على مؤسسة ثقافية إعلامية غير مدعومة ماليا من جهة ما. ان تتواصل بذات النهج المستقل المتبني لهموم أبناء الشعب وقضاياهم المصيرية وتطلعاتهم، وكذلك لمدّهم بالمعلومة الجديدة المفيدة والممتعة بنفس الوقت، وهذا ما فعلته جريدة الدستور التي اتشرف بتواصل العمل مع كادرها، القليل في عدده، الكثير في عطائه واصراره على تحدي الظروف القاسية التي صار القاصي والداني على اطلاع عليها، فمن من المهتمين والمعنيين لا يعرف الأزمة الخانقة التي تمر بها الصحافة الورقية، ومن من المتابعين لا يعلم أن هناك صحفا معروفة لها تاريخ حافل ومؤثر في مجال الصحافة، لم تستطع الثبات امام عواصف الأزمات، فأغلقت أبوابها وقالت لقرائها لا استطيع الاستمرار في الصمود والمقاومة؟

لا نريد في يومنا الاحتفالي الجميل، ان نتحدث عن أزمات الصحافة وما تمر به من تحديات ومصاعب،. لكننا نفخر بتوصلنا وعدم تعثر جريدتنا ولو ليوم واحد، رغم رهانات البعض على وصولنا لطريق مسدود، إلا إننا وللأمانة التاريخية اقول بفضل وعزيمة وإصرار الزميل العزيز الإعلامي القدير باسم الشيخ رئيس تحرير الجريدة، استطعنا تحدي العواصف والامواج وحتى براكين الحياة، لنعبر بقوة وإصرار إلى ضفة النجاح والتواصل والعمل المهني الجاد، الذي نحرص فيه على تطبيق كل أخلاقيات العمل الصحفي الذي يسعى لإشعال شمعة لا أن يلعن الظلام...

تحية محبة وتقدير للصحفي الكفء الاستاذ باسم الشيخ بهذه المناسبة العزيزة التي اطفانا فيها الشمعة الثامنة عشرة من مسيرتنا، لنشعل الشمعة التاسعة عشرة وكلنا عزيمة وإصرار على التواصل، كما احيي زملائي العاملين معنا، وكتابنا الرائعين الذين تواصلوا معنا بحرص وتضحية مدركين جسامة المواجهة متحملين معنا قسوة الظروف، فلم يطالبوا بحقوق الكتابة، ونحن ندرك أحقية هذه المطالبة، فهم اسماء كبيرة لامعة تستحق منا التقدير والاعتزاز، وموقفهم هذا لا يمكن ان ننساه، كما نحيي رملاءنا الذين عملوا معنا ولم يستطيعوا المواصلة لسبب او آخر، ولا ننسى في هذا اليوم العزيز أن نقف إجلالاً وإكباراً لكل الذين غادرونا إلى جنان الخلد , وكانوا بيننا زملاء حريصين على إنجاز عملهم بأعلى درجات الإتقان والكفاءة , لهم الرحمة والمغفرة ...

إن مسيرة جريدتنا حافلة بالأحداث والذكريات التي لابد أن نفخر بها حقا , كونها أسست تجربة جديرة بالمعاينة والدرس لأنها صنعت ركائز مؤسسة ثقافية استطاعت أن ترسّخ تقاليد خاصة بها , كما أنها تعاملت مع أسماء مهمة في الشهد الثقافي والإعلامي رفدوها بالرؤى والأفكار والقراءات المتنوعة في الفكر والسياسة والأدب والفنون المختلفة , فيما أخذت الصفحات المتخصصة والملاحق مجالها وحققت حضورها وتواصلها على الرغم من المصاعب التي واجهت عمل القائمين عليها من المحررين المتخصصين , الذين دأبوا على إثراء البعد الفني والعلمي في كل مجال تضمنته صفحات الجريدة .

وبمناسبة قربنا من انهاء العقد الثاني من التجربة المستقلة الناجحة بامتياز , نأمل من الجهات المعنية الانتباه لعمل الصحف الجادة في عطائها واستمرارها وحفاظها على مهنيتها في العمل , بالإضافة إلى تبنيها الفنون الصحفية المختلفة بعلمية  وحِرَفِيَّةٍ أكدت عليها الدراسات والاستبيانات والبحوث الأكاديمية التي تناولت التجربة الصحفية في العراق , ولاسيّما بعد عام 2003 , حيث شهد الميدان الصحفي والاعلامي ولادة عشرات بل مئات الصحف المتعجلة المنفعلة التي سرعان ما توارت لأنها لم تنشأ على أرض مهنية صلبة , ولم يكن أصحابها من ذوي الكفاءة الصحفية والاعلامية , بل جاءت لغايات محددة وأهداف ساذجة سرعان ما انكشفت .

وعليه لا بد من وقفة جدية من قبل المعنيين , كي تنهض الصحف الرصينة وتحقق الطموحات التي رسمتها , والآفاق التي أشارت إليها , لأنها الوجه الحقيقي لحرية الكلمة في عراق ما بعد التغيير .

شكرا لكل من آزرنا ووقف معنا , سواء بالكتابة والمساهمة في رفد صفحات الجريدة بالمادة الثقافية والصحفية , أم بتقديم الرأي السديد والمقترح البناء والنقد الهادف , والشكر موصول لكل الجهات التي سعت إلى مد جسور التعاون والتواصل بين الجريدة وبينها ...

وفي الختام نعاهد أبناء شعبنا بأن نبقى على العهد منهجا وشعارا , وأن نطبق شعرنا الذي رفعناه منذ أول يوم لانطلاقتنا وهو أننا " خيمة كل العراقيين "   بمكوناتهم وأديانهم وطوائفهم وأعراقهم وميولهم ورغباتهم , لأننا صوت كلمة الحق الذي لا يرضى بديلا لها ..والله الموفق والمعين .

 

 

المشـاهدات 1009   تاريخ الإضافـة 27/06/2021   رقم المحتوى 11548
أضف تقييـم