الخشية من اي تقارب عربي تدفع بالمتشككين بالنيات والذين ينظرون للعلاقات العربية بعين الصراع المذهبي االتاريخي والمغالبة ويتوجسون من كل خطوة تخطوها اي دولة عربية نحو العراق ويعدونها تآمراً مسبقأ للاضرار به ، جميعها لها مسوغاتها سواء كانت موضوعية ام منحازة .

ولهذا نرى ان القمة الثلاثية في نسختها الثالثة في بغداد بحضور الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي تُجابهُ بحملة متوقعة تندرج ضمن تعطيل اعادة بناء جسور العلاقات مع المحيط العربي لابقائها منقطعة لصالح اجندات تختلف بما تسعى اليه اية جهة تقف وراءها ، فهناك من يرى ان فعالية بهذا الحجم قد تجعله يخسر طموحاته ومصالحه ويخالف الاوامر التي يريدها من يتبع له ، وفي الحقيقة هذه مجرد اجتهادات شخصية تنبع من قناعات ذاتية مرتبطة بوهم مفاده ان القرب مع العرب هو معاداة لايران وبالعكس ، وهو ما ترفضه ايران نفسها ، ان ما ينطلق منه اكثر المعارضين لهذا التقارب متجاهلين المصلحة العراقية الاهم ، فيما يصورون القمة انعكاساً لطمع مصر والاردن بخيرات العراق ، وان الحرص العربي للتعاطي مع العراق وفق اتفاقيات للتعاون مجرد فرصة للحصول على مكاسب وتنازلات ، وكأن الدول العربية تترقب الاجهاز على المال والنفط العراقي وفي ذلك اهانة للعراق الذي يبدو في نظر هؤلاء دولة مستباحة لا تستطيع الحفاظ على ثرواتها ولاحماية مصالحها وانها نهب لكل من يريد الاسترزاق والحصول على جزء من المال السائب ، وربما ينم ذلك عن جهل في طبيعة العلاقات الدولية وعن عدم معرفة دقيقة بما يتخلل القمم الثلاثية من تفاهمات تعود بالنفع المتبادل على كل الاطراف او ما ينشق عنها من لجان تعمل منذ سنين لتطبيق ما يرشح من اتفاقيات فيها من التكافوء والتوازن ما يسر المتابعين.

كل ما يثار حول القمم الثلاثية بين العراق والاردن ومصر هو نتاج ثقافات بالية غير مؤهلة لتقييم الواقع الحقيقي بمعزل عن المؤثرات الخارجية ، او هو سلوك سلبي تفرزه معطيات قاصرة تسهم في تشكيل صورة معكوسة لانها واجهة لمرآة مهشمة غير قابلة للترميم ، ولهذا نرى ان هذه القمة هي من الخطوات الصائبة وان حاول البعض سحبها الى مناطق صراع غير مبرر.