الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
هل يقاتل شبابنا في افغانستان؟
هل يقاتل شبابنا في افغانستان؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منقذ داغر
النـص :

ملاحظة:أرجو ممن ينتقدون قبل ان يقرئوا ،ويشيطنون قبل ان يتأكدوا، ويتهمون قبل ان يتيقنوا،التريث لحين الانتهاء من قراءة هذا التحليل مع الشكر.في مشهد مماثل لمنتصف التسعينات من القرن الماضي ،اندفعت مؤخرا قوات طالبان (الحركة الافغانية الاسلامية المتطرفة) بقوة لتتساقط امامها الكثير من الولايات والمدن والقرى الافغانية حتى بات احتلال كابول متوقعا في غضون اشهر او اقل. ومثلمل كان انسحاب القوات السوفيتية في بداية التسعينات هو الحافز الذي اطلق الجان من قمقمه،فان الانسحاب الامريكي الذي ينتظر اكماله قريبا مثل حافزا قويا لطالبان لاستعادة ما فقدته بعد الغزو الامريكي لافغانستان قبل عشرين سنة. وبغض النظر عن طبيعة الاتفاق الامريكي الطالباني وما يستدعيه من تفسيرات تتراوح بين تفسير خسارة امريكا للحرب،أوتبرير انسحابها لاسباب استراتيجية سواءً لاسباب ترتبط بمصالح اميركا او ترتبط بمؤامرة جديدة،أقول بغض النظر عن ذلك فأن لهذا الانسحاب تداعيات محتملة على الوضع العراقي.في نقاش لي مع الاستاذ انتوني كورزمان الذي اعمل معه في مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن والذي كتب قبل ايام تحليلا مفصلا للانسحاب الامريكي من افغانستان،اتفقنا ان أحد الاحتمالات الممكنة هو اعلان تحالف جديد بين طالبان عندما تستقر لها الامور في افغانستان وبين بقايا داعش الارهابي التي تحاول بكل طريقة استعادة بعض قوتها ووجودها في العراق. لكننا اتفقنا ايضا ان الشرخ العميق بين هاتين الجماعتين الارهابيتين يجعل هذا الاحتمال ضعيفا. وفي صباح هذا اليوم قرأت بعض التقارير الاستراتيجية التي تشير الى احتمالات التنافس الاقليمي في افغانستان حيث تتهيأ كل من باكستان وايران وتركيا وقوى اخرى للعب دور اكبر هناك دفاعا عن مصالحها الاستراتيجية بعد ان ترك الانسحاب الامريكي فراغا امنيا كبيرا يصعب على طالبان ردمه. فطالبان مثل كل الحركات والاحزاب الايدلوجية الثورية،تجيد القتال لكنها لا تجيد الحكم. لذا فأن من المتوقع جدا حصول فوضى كبيرة وتخضع افغانستان لحكم الميليشيات وامراء الحرب. ونظرا لحدود افغانستان مع  ايران وباكستان ولوجود جماعات مرتبطة بالنظامين فيهما فان احتمالات تدخل هذين النظامين مؤكدة. اما تركيا التي تفيد التقارير انها تخطط للعب دور اكبر في افغانستان بل والسيطرة على مطار كابول فانها باتت مؤخرا تحاول لعب دور اقليمي اكبر يضمن لها موقفا تفاوضيا افضل مع روسيا وامريكا واوربا.ما يهمني هنا هو الشان العراقي الذي بات مشغولاً مؤخرا بمتابعة تطورات الوضع في افغانستان بخاصة الاشارات والتقارير التي تحاول استلال البعد الطائفي في محاكاة واضحة لما حصل أبان الاحداث في سوريا بعد 2011. ومما يجعل هذه المحاكاة أكثر جدية هو التهديد المباشر للمصالح الاستراتيجة الايرانية نتيجة اندفاع طالبان من جهة والتنافس التركي والباكستاني داخل افغانستان من جهة اخرى. فمعلوم انه رغم مستوى العلاقات غير العدائي الذي تحتفظ به ايران مع هاتين الدولتين الاقليميتين،الا ان ما بينهما وبين ايران من مصالح متضاربة اكبر بكثير من المصالح المشتركة. ان انسحاب اميركا من افغانستان واحتمالات سقوط الحكومة الافغانية الموالية لامريكا سيسبب صداعا استراتيجيا كبيرا لكثير من الدول وفي مقدمتها ايران. لذلك كانت مشاركة الوفد الايراني في المحادثات الامريكية الطالبانية فاعلة في كل جولاتها التي افضت لاتفاق الانسحاب.تمتلك ايران اكثر من ورقة استراتيجية في افغانستان لعل في مقدمتها علاقتها التاريخية ببعض الجماعات الافغانية المسلحة،وكذلك علاقتها المعروفة بالقاعدة واستضافتها لعوائل قادتها وفي مقدمتهم بعض من افراد عائلة بن لادن. لكن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها ايران من جهة وتمددها الكبير(بشكل مباشر او غير مباشر) في المنطقة العربية من جهة اخرى، سيحد كثيرا من قدراتها التأثيرية في المعادلة الافغانية. وأذا اخذنا بالاعتبار ان المنطقة العربية بالنسبة لايران هي منطقة نفوذ في حين افغانستان هي منطقة تهديد مباشر لأمنها فلاشك ان أولوية ايران الخارجية ستكون افغانستان وليس المنطقة العربية. يضاف لذلك ان قآني-قائد الحرس الثوري-خبير في افغانستان بحكم تخصصه قبل اختياره قائدا للحرس،لذا من المتوقع ان يكون اهتمامه الاكبر منصبا هناك. ومع توفر هذه الاوراق الايرانية،فان الحاجة قد تبدو ملحة في مرحلةٍ ما،بخاصة اذا تدهور الوضع، للاستعانة باوراق اخرى وهنا يأتي دور فصائل (المقاومة) التي تم استخدامها بنجاح في سوريا. أن الضغوط الاستراتيجية المحتملة نتيجة تمدد طالبان وحدوث فوضى في المناطق الافغانية المتاخمة لايران،فضلا عن تدخل الباكستان وتركيا وربما السعودية والامارات ايضا(ولو بشكل غير مباشر)قد يدفع ايران للقبول بصفقة لا تريدها مع امريكا وهذه الصفقة قد تتضمن سحباً للجماعات المسلحة الموالية لها من المنطقة. هنا سيكون من الطبيعي التفكير باستثمار هذه الجماعات للقتال في افغانستان،فهل سنرى شبابا عراقيين يقاتلون في افغانستان؟ اعتقد اننا سنحصل على اجابة وافية قبل نهاية العام الجاري بعد ان تستكمل القوات الامريكية انسحابها وتبدأ الاحداث بالتسارع كما حصل في منتصف التسعينات.

المشـاهدات 668   تاريخ الإضافـة 29/06/2021   رقم المحتوى 11574
أضف تقييـم