الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
"مدينة الصدر" هل من مغيّر لاحوالها ..
"مدينة الصدر" هل من مغيّر لاحوالها ..
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

• أخفق البعثيون في معالجة حال مدينة الثورة التي أسماها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بهذا الاسم تيمناً بثورة تموز العام 1958 ، التي قادها الضباط الاحرار ، اخفقوا لانهم ورغم التنمية الانفجارية نهاية السبعينات لم يعمدوا الى استكمال ما بدأ به الزعيم قاسم مفتتح العهد الجمهوري ،

بوضع سقوف فوق رؤوس الفقراء ، ذلك الواقع الذي ورثه من العهد الملكي ، وتركة سنوات الاقطاع التي خلّفت ْ مجتمعا ً مسحوقا ً وجماهيرا ً مليونية تتامل و  تطالب بالحرية والعيش ، فكان الواجب ان يبنوا لمليون انسان "انذاك " ربع مليون وحدة سكنية بسيطة بمساحة 300 مترا ً مربعا ً ويُسكنوا اهل الثورة ، عند ذاك من حقهم ان يطلقوا عليها اي مسمى لانهم انفقوا فيها وعليها ، وسيكون الناس اكثر سعادة حين يجدون انفسهم في بيوت نظامية حديثة تستوعب عوائل تنشطر اكثر من غيرها، لتكون بعد عقدين من الزمن بثلاث ملاين نسمة ، وقد وفرت عليهم الدولة عناء ما يحدث اليوم ، وهذا ليس منة من احد ولا تفضل من الحكومات المتعاقبة بل واجب وطني وشرعي واخلاقي، لوقف معاناة شريحة المحرومين ، مع برنامج تنموي جدي يبتدى بالصحة والتعليم وتعلم مهارات مهنية ووضع برنامج رياضي لتخريج اعضاء المنتخبات الرياضية من هذه المدينة التي رغم قسوة ظروفها خرّجت المئات من ابطالنا الدوليين .

و أخطأ النظام الجديد ايضاً بعد 2003 بعدم تولية الامر أهمية لمعالجة واقع المدينة العمالية التي اسماها الرئيس صدام باسمة لتتحول الى اسمها الحالي الثالث ( مدينة الصدر )حيث شهدت نموا ً سكانيا ً وتوافدا ً

كبيرا عليها ، فاق حد التصور ، و توقعنا كعراقيين ان تحظى المدينة بتغيير جذري لانها "رمز النضال الشيعي " وبؤرة الفقر والقهر الطبقي والمجتمعي و كنت حالي حال الكثيرين ننتظر ان يغير حال هذه المدينة ، شلع قلع ، وتبنى مدينة حديثة تليق بمكانتها والمسمى الكريم السيد الصدر الذي تبناها ورعاها وناضل في سبيلها ، وكانت الاموال المتدفقة من عائدات النفط التي زادت عن تريليون دولار والانفاق الدولي من الدول المانحة يؤشر امكانية بناء نصف مليون وحدة سكنية حديثة بيسر في بغداد كبديل لهذه المدينة ومحو ذكرياتها الحزينة ، وتحويل مكانها الى حي حديث او متنزه عام او مدينة صناعية حديثة ، وكان القطاع الخاص قادرا ً على المساهمة في كل ذلك بوفرة المال الذي تدفق على العراق و المليارات  التي كانت قادرة بسهولة من خلال شركات عالمية أن تبني مجمعات  سكنية حديثة تّليق بمعاناة وصبر اهلنا في الثورة ، التي تفخر بمسماها الجديد مدينة الصدر ،

ما الذي حدث ليستغفل ويرجئ تنفيذ هكذا مشروع مُلح واساسي ؟

و تحت اي مسوغ تركت المدينة العمالية التي  يئن شعبها من ضيق المكان وقسوة الواقع الصحي والبيئي المتراب على ضيق المساحة ، وضيق الشوارع ، ومشكلات بيئية لاتعد او تحصى في ظل انشطار سكاني اسرع ما يتوقعه الساسة الذين اكتفوا بالتفرج عليها وعلى صراخها واوجاع شعبها ، وتواصل القهر والعوز رغم تضحياتها الجسيمة طيلة ستين عاما ً على تأسيسها ، وهي تستصرخ الزعامات والقيادات والمسميات أما من مغيث يغيثنا أما من ذاب يذب عنا ، نحن فقراء العراق الذين نزفنا كل يوم مذ نقلنا الزعيم الذي اراد ان يضع سقوفا ً فوق رؤوسنا فضاقت  بنا بعد ستين سنة عجاف ونحن اعطينا ليس عرقا ًجراء العمل بل دماً وتعرضنا لابشع مؤامرات التفجير  والتفخيخ ، وتقاتل الساسة والمحتلون حولنا وقرب بيوتنا ودفعنا ثمن ذلك من دماء ابنائنا وتضحياتهم  ، الم يحن وقت التوقف عن ضريبة الانتماء لمدرسة العوز والفقر ببناء مدينة تنّسينا سنوات الاسى والحرمان و تليق بشعب ضحى واعطى وناضل وصبر ينتظر الفرج . ؟

 

 

المشـاهدات 1015   تاريخ الإضافـة 29/06/2021   رقم المحتوى 11580
أضف تقييـم