الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
فوبيا الأرقام
فوبيا الأرقام
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مالك محمود الغشامي
النـص :

لا ينظر الكثير من الأشخاص إلى الأرقام على أنّها مجرّد وسيلة للحساب ولتدوين الأحداث والتّواريخ فحسب, بل يعتقد الكثير أنّ لبعض الأرقام فال حسن عليهم , وفي الوقت نفسه يرون في أرقام أخرى نذير شؤم ومجلبة للحظّ السّيء , فكثير ما نسمع أنّ بعض اللّاعبين يرفضون ارتداء قمصان تحمل أرقامًا معيّنة لمجرّد شعورهم بعدم الرّاحة تجاه هذا الأرقام,  وهذا التّشاؤم من الأرقام قد يكون نتيجة أسباب متعلّقة بموروثات دينيّة , أو لارتباط رقم معيّن بأحداث قاسية وقعت على فرد أو مجموعة من الأفراد في مجتمعات معيّنة, ممّا يجعل الرّقم مصدر شؤم وكره في تلك المجتمعات , فعلى سبيل المثال كان رجال الدّين في الأزمنة القديمة يخافون الرّقم (666) لاعتقادهم أنّه رمز للشيطان , وكذلك يُنظر إلى الرّقم (13) في معظم الدّول الغربيّة على أنّه رقم نحس ؛ لذلك لا يرغب بعضهم أن يكون هذا الرّقم مرتبطًا بأي شيء يخصّهم , فهم يتجنّبون أن يكون رقم منزلهم (13) أو رقم غرفتهم في الفندق أو المكان الذي يسكون فيه , وأحيانًا يستبدل بالرقم ((12A؛ ويرجع الكثير من الباحثين سبب التّشاؤم من الرّقم(13) لارتباطه بقصّة العشاء الأخير للسّيّد المسيح (عليه السلام), أمّا الإيطاليون فيتجنّبون كلّ ماله علاقة بالرّقم (17), فتراهم يعرضون عن شراء المركبات التي تحمل لوحاتها هذا الرّقم, وكذلك يمتنع اللّاعبون هناك من لبس قمصان تحمل الرّقم (17) ؛ فهم يعتبرونه رقمًا مشؤومًا قد يؤدّي للخسارة , أو كثرة الإصابات التي تلحق باللّاعب الذي يرتديه , وسبب هذا التشاؤم من الرقم (17) هو أن مقلوب الرّقم (17) باللاتينية يعني( حياتي انتهت), ويتطيّر اليابانيّون من استعمال الرّقم(4) في غرف المستشفيات أو في الفنادق ؛ كون لفظ الرّقم أربعة في اليابانيّة يشابه لفظ كلمة الموت, وكذلك يتجاهل اليابانيون الرّقم (9) فهو يرمز عندهم إلى الألم والضّعف, وفي أمريكا أصبح الرّقم(11) مشؤمًا بعد هجمات (11 سبتمبر) التي استهدفت برجي مركز التّجارة العالميّ والتي أدّت إلى مقتل المئات من المدنيين , ومنذ ذلك الحين ازدادت التحّليلات التي تربط بين الرّقم (11) وبعض الكوارث التي تحلّ بالعالم.ويعدُّ الرّقم (191) رقمًا كارثيًّا للطيران ؛ ويعود سبب التّشاؤم من هذا الرّقم في الطّيران  , لما حدث من مصادفة عجيبة امتدت لأكثر من نصف قرن حيث تحطّمت خمس طائرات أمريكيّة تحمل رقم الرّحلة (191) منذ عام1960م إلى عام 2012, الأمر الذي جعل شركات الطّيران الأمريكيّة تتجنّب استعمال هذا الرّقم لرحلاتها.وقد يكون سبب النّفور من بعض الأرقام والتّشاؤم منها ناتجًا من ارتباط الرّقم بظاهرة غير مرغوب بها في المجتمع , وخير مثال على ذلك نفور الأفغانيين من الرّقم (39), إذ يرفض الكثير من السّائقين هناك قيادة مركبات تحمل لوحاتها الرّقم(39), وهذا النّفور بدأ عندما حملت لوحة سيارة قواد معروف هناك الرقم(39), مما ولّد اعتقاد عندهم بارتباط الرّقم(39) بتجارة الجنس والدّعارة, فصار ينظر إلى صاحب المركبة التي تحمل الرّقم (39) بنظرة دونية من قبل المجتمع , الأمر الذي دفع السّلطات الأفغانية إلى سحب الرّقم من لوحات السّيارات في عام 2021, وفي البرازيل يرتبط الرّقم(24) بالشذوذ الجنسيّ بين الرّجال؛ فلذلك يقاطع معظم اللاعبين البرازيليين ارتداء القميص الذي يحمل الرّقم (24) خوفًا من أن تتعلّق اسماؤهم بالمثلية الجنسيّة. أما في العراق فقد أصبح الرّقم (56) رقمًا معيبًا وغير مرغوب فيه شعبيًّا بعد العام 2003, فقد تحوّل من مجرّد رقم إلى الدّلالة على أفعال النّصب والتّحايل يُطلق؛ وذلك لارتباط الرّقم (56) بالمادة القانونيّة رقم (456) من قانون العقوبات العراقيّ الخاصّة بالنّصب والاحتيال, , فبات الجميع يتجنّب هذا الرّقم؛ مما دعا مفوضية الانتخابات إلى سحب الرقم (56) من قرعة المرشحين للانتخابات, خشية أن يواجه المرشح صاحب التّسلسل (56) بعبارات التّهكم والسّخرية من قبل الجمهور للأسباب التي ذُكرت.

المشـاهدات 574   تاريخ الإضافـة 25/07/2021   رقم المحتوى 11700
أضف تقييـم