الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
التعليم ... والتعليم السيء
التعليم ... والتعليم السيء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

ثمة قول  يقف  على مساند حقيقة  مُرّة ، لاذعة جداً، لكنها حقيقة دامغة  جداً ، من حيث  كونها تمتلك من العلميّة و الواقعيّة و الموضوعيّة ما يجعلها يقين ، ذلك  أن التعليم الرديء  أسوأ من  الأميّة  كونه عاجز - تماماً - ، على خلق مجتمع صالح و سويّ ، يعكس صورة حياة إنسانيّة ، متحضرة ، و لا يعدو إلأ أن يكون بمثابة  رأس أفعى  في إنتشار الأمراض الإجتماعية و الأوبئة النفسيّة وتعميق بالغ الأثر و الخطورة  في  تقدّم " الخُرافة " على خطوات المعرفة ومناهل العلم ، كتب أحد الأساتذة الجامعيين أشبه برسالة مضمّخة برائحة الحث و التنوير و النصيحة إلى و جميع طلابه ، وقام بتعليقها على مدخل  الكليّة التي يُدرّس فيها ، في أحدى جامعات جنوب إفريقيا  يقول فيها ما نصّه :

" أن  تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى ،ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم و السماح للطلبة بالغش / يموت المريض على يد طبيب نجح بالغش / وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش /  ونخسر الاموال...على يد محاسب نجح بالغش / ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش/ و يضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش / ويتفّشى الجهل في عقول الابناء على يد معلم نجح بالغش " ولم ينس هذا الأستاذ من  وضع هذه المعادلة " إنهيار التعليم = إنهيار الأمة "، كنا قد سمعنا و قرأنا بعبرة مقولة شهيرة كان قد  نطق  بها " الخديوي سعيد"  وهو يغلق المدارس العليا والكليات التي أنشأها والده " محمد علي باشا " حيث قال: "أمة جاهلة أسهل قيادة من أمة متعلمة" ، لعل هذه العبارة تعلّمها من بعده أغلب  الرؤساء العرب  ممن أرادوا ضمان بقائهم في السلطة والتمسك بكراسي الحكم مع تجهيل شعوبهم، فيما  كان أحد الرؤساء فضّل  تخصيص مقدار  نصف ميزانية الدولة  على التعليم وهو الرئيس التونسي الراحل " الحبيب بورقيبة " الذي بفضل ذلك  أتعش الشعب التونسي  في كل المجالات  ، و كان أن  نصح  " بورقيبة " بهذه الفكرة أو الخطوة  الرئيس  الليبي  "مُعمّر القذافي " ليعكس هذه التجربة على شعبه  فجاء  الرد صادماً  من الرئيس الليبي قائلاً : " قيادة شعب جاهل أسهل من قيادة شعب متعلم قد يقوم بثورة ضد حاكمه" فكان جواب بورقيبة : " ثورة  المثقفين  تعزلك ، أما ثورة الجهلاء فتذبحك"، حدث أن  صدقت  نبوءة الرئيس التونسي حين  عزل الشعب التونسي الرئيس "زين العابدين بن علي " سلمياً أما في ليبيا  فقد قتلوا العقيد بوحشية ، سافرة و مُهينة .

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 588   تاريخ الإضافـة 25/07/2021   رقم المحتوى 11705
أضف تقييـم