الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
العمامة والسياسة في العراق المحتل
العمامة والسياسة في العراق المحتل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.د.عبدالرزاق محمد الدليمي
النـص :

اولا نهنئ الطغمة الحاكمة بهذا الخبر:((احتفظ العراق الديمقراطي المحتل بالمركز الاول بقائمة الدول الاكثر فسادا في العالم 2020/2021)).قال الشاعر المصري الراحل أحمد فواد نجم ان رجال الدين ليسوا نصابين، ولكن النصابين أصبحوا رجال دين!" ...كتب احد العراقيين عن فيلم مارمولك (السحلية) الذي انتجته السينما الإيرانية عام 2004 ، وهو فلم درامي كوميدي، ولقى اقبال غير عادي لمشاهدته،علما انه حصل على موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي قبل عرضه ، والملاحظ حضور أعضاؤه مع أهاليهم لمشاهدته، فنال من جهه انزعاج وحنق غالبية الأعضاء الملالي ، واعجاب أهاليهم.تتخلل الفيلم مشاهد مضحكة بالفعل، من خلال تسليط الضوء على سذاجة غالبية البشر في مجتمعاتنا، التي تميل لتصديق أي شيء، وعدم اجهاد نفسها في التفكير، ونرى من كل ذلك مساوئ الثقة الكبيرة برجال الدين، يتعرض رضا خلال احتكاكه بأهل القرية لسيل من الأسئلة التي تتعلق بالدين والحياة، وبسبب جهله، فإنه كان مضطرا لإعطاء أجوبة غير متوقعة، ولا تتناسب أبداً مع فهمهم، ولكن ثقتهم به كانت تدفعهم لتصديقه. وفي يوم تجسس بعضهم عليه، ووجدوه يرتدي ملابس عادية ويزور بيتاً فقيراً، فاعتقدوا أنه يتنكر ليساعد المحتاجين، ولكنه كان يفعل ذلك لعلاقته الغرامية مع صاحبة البيت.ينتشر خبر قيامه بمساعده الفقراء فيقوم الأهالي بشكره على جهوده، ويعرضون مساعدته في توزيع المؤن على المحتاجين. ومع الوقت يصدق "رضا السحلية" الكذبة التي اخترعها، وتزداد ثقته بنفسه، وتصل شهرته للعاصمة طهران، ويسمع به مدير السجن الذي كان رضا مسجونا فيه و بعد ان وصلته أخبار "منجزات" الملا رضا، فيقرر زيارته ودعوته للقيام بتقديم الوعظ للمساجين.تقع ملابسات مضحكة، ومن خلال حبكة جميلة، يكتشف المدير ان رضا (الملا الحقيقي) قد توفي، وإن الذي أمامه هو رضا النصاب والسجين السابق! ينتهي الفيلم بعبارة على الشاشة تقول: "لا يمكنك دفع الناس الى الجنة بالقوة، إنك تضغط عليهم بشكل يجعلهم يندفعون إلى الظلام". لو نظرنا حولنا، لوجدنا من أمثال رضا المئات، وخاصة الذين التحقوا في مرحلة مبكرة بالأحزاب الدينية، وتمكنوا كالسحالي الخبيثة، بعد انتهاء دراستهم، من التسلق على الأكتاف، والوصول لأعلى المناصب وتاليا لكرسي البرلمان مستغلين سذاجة الكثير من الناخبين، وأصوات الحزب، ونجحوا، مع الوقت، في خلق هالة من الورع حولهم، بحيث صدقهم الكثيرون ووثقوا بهم، فاستغلوا تلك الثقة، وهم ابعد ما يكونون عن التقى، في اشباع رغباتهم، وتحقيق الثروات لأنفسهم. كما نجحوا في استغلال مكانتهم "الدينية الحزبية"، في التوسط لإنجاز كل ما يصعب إنجازه من معاملات حكومية، مقابل حقائب ممتلئة بالمال!.انظروا جيدا، وستجدونهم من حولكم... بكثرة!

رجال الدين والدستور

نسمع باستمرار من بعض المطبلين والمنافقين ان رجال الدين لاعلاقة لهم بالسياسة او بكتابة الدستور أو التدخل بعمل الحكومة ؟؟!! كشف السيد ضياء الشكرجي المستقيل من حزب الدعوة في لقاء تلفزيوني قبل ايام قليلة انه عمل مقررا للجنة كتابة الدستور، وكاتب محاضر الجلسات ، وأكد الشكرجي ان الصافي ممثل السيستاني في اللجنة وهمام حمودي - رئيس اللجنة كانا يجبرانه على عدم توثيق كل مايتفق عليه من قبل لجنة كتابة الدستور ، وعدم تسليم نسخ من محاضر الجلسات لاعضاء اللجنة ، مما يؤكد ان هذا الدستور المعوق قد اسهمت بكتابته مرجعية السيستاني ، وما نشرته جريدة الصباح ، هي النسخة التي قررتها المرجعية ، وليست النسخة الاصلية للجنة كتابة الدستور ، بما يعنى ان ممثلي المرجعية لم يكونوا صادقين مع الشعب العراقي ، وادعوا ان الشعب كتبه ، وصوت عليه بالموافقة ، علما انهم لم يوزعوا خمسة ملايين من نسخه المطبوعة لاحد ، لا بل حتى القضاة لم يستلموا نسخاً منه ، بما فيهم نقابة المحامين والمكتبات العراقية ، ومكتبة وزارة العدل والمعهد القضائي وكليات القانون في العراق ومجلس القضاء الاعلى ؟؟!! ولذلك فان ادعائهم ان كتابة الدستور تمت من قبل لجنة مثلت فيها مكونات الشعب العراقي كافة غير صحيح ، كما ان ادعاء ان الشعب العراقي صوت عليه بالموافقة ، ايضاً كان محظ كذب وافتراء.جاء حديث الشكرجي وتأكيده (صادما)على تدخل المرجعية في كتابة الدستور الحالي المشوه الذي هو اساس بلاء العراق ودماره ، فالعراق منذ ٢٠٠٣ الى اليوم يعيش في بيئة كبيرة من الكذب والغش والتزوير ، ناهيك عن تصفيات العلماء والكفاءات والقيادات السياسية والامنية والعسكرية ، واغتيالات واعتقالات وتغييب وتهجيروتفجيرات وسرقات ومخدرات وان 19 عاما من عمر دويلة الاحتلال اثبتت ان من سلطوا على رقاب العراقيين انما ينفذون ألاجندات الخارجية الامريكية البريطانية الصهيونية الفارسية االهادفة الى تدمير العراق وثأراً من شعبه الذي هزمهم في القادسية الثانية .

استمرار المنهج المعادي للشعب العراقي

ان السياسات الاقتصادية التي كرسها النظام الذي اسسه الاحتلال بعد 2003 أوصل العراق إلى مرحلة يفلس فيها الشعب وتفلس مؤسساته، لأن الاقتصاد لا يقوم على اسس سليمة ،كما أن آفة الفساد والنهب المنظم لخزينة الدولة مستمر وبشكل منظم من قبل احزاب السلطة، فهناك تقارير تشير إلى نهب ترليون ونصف الترليون دولار من خزينة الدولة لا يُعرف كيف صُرفت ولا أين تبددت! والمطلوب حالياً ان تجرى عمليات التدقيق من اطراف دولية لمعرفة مصير تلك الأموال المنهوبة. فالطبقة السياسية تمارس نهباً منظماً لخزينة الدولة على مدى 19 عاماً لا تريد ان يكون هناك اي نوع من التدقيق الدولي ؛ وبالتالي هي تتلاعب بسعر الدولار وبمصير الشعب لكي تغطي على فسادها ، وهناك التهريب وخصوصاً الدولار والمواد الغذائية المدعومة إلى الخارج، إضافة إلى جشع التجار الذين تربطهم بالاحزاب علاقات مصالح مشتركة، كما أن ضغوط نظام الملالي في إيران وحلفائها أدت إلى الضغط على الاقتصاد العراقي ونظامه المصرفي، ما أدى إلى التلاعب بالتحويلات الخارجية وأدى الى عدم التعامل مع القطاع المصرفي العراقي بشكل مريح .

القادم اسوء

ان أداء القوى السياسية الفاسدة يوحي ويؤكد أنّها منفصلة عن الواقع، رغم الضغوط الدولية حيث تتشبث هذه الاحزاب العميلة بالحصول على كل شئ، رغم أنها تدعي دعائيا غيرذلك. وواضح ان كل المحاولات لم تنجح المحلية والخارجية ولن تنجح في تقريب وجهات النظر.وواضح ان المعطيات الراهنة اليوم، قياساً على سلوك القوى السياسية المهيمنة وحساباتها يبدو أنها لا تملك الاستعداد لان تتغير فمصالحها اهم من اي شئ اخر. وتأسيسا على ماتقدم يبدو أن مفتاح الحل يجب أن يكون من الخارج إلى الداخل وليس العكس رغم أن هذا الأمر في حد ذاته هو مشكلة فعلية، لأن التسويات بين الامريكان ونظام طهران قد يحرك بعض الحلول للازمات إلاقليمية كما ان الانفراج في المنطقة سيؤدي للضغط على الفرقاء ويلزمهم للقبول بالتسوية، ان تعقيدات المشهد العراقي لا يمكن لأحد أن ينفرد بالسلطة في المرحلة القادمة (ان اجريت الانتخابات؟؟!!) ولابد أن يكون فيها تمثيل للفرقاء اعداء العراق وشعبه ،أن كافة الفرقاء في العراق والمنطقة ينتظرون لحظة جلوس الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظام الملالي في ايران على مائدة المفاوضات وأنه من اليوم وحتى تحين تلك اللحظة يقوم الكل بجمع أوراقه ليضعها على طاولة التفاوض حين يأتي هذا الوقت، ومع كل ماتقدم من اوضاع مأساوية كارثية فإن القادم سيكون الأسوأ لإن البلاد على شفا انهيار شامل سيطال كل جوانب الحياة في العراق ، طالما ان الاسباب الحقيقية للازمات تتفاقم ناهيك عن عدم وجود سياسة متكاملة لمواجهة الأزمات، إلى جانب غياب الإرادة السياسية الحقيقية للحل والمواجهة.

الحل من الداخل والخارج

إن مفتاح الحل في رأيي هو بداية التسوية الإقليمية التي ستنسحب على العراق وبعدها يجب أن تكون هناك ضغوط دولية كما يفعل اليوم صندوق النقد الدولي والدول المانحة للقيام بالإصلاحات، وأيضاً يجب وجود ضغوط على الاحزاب السياسية الفاسدة لإقرار التدقيق الجنائي وإلا سيكون الوضع اشبه بسياسة الترقيع، تمهد لانفجارات فيما بعد طالما لم يوجد حل مستدام يؤدي إلى انفراج حقيقي في العراق.شعبيا نقول ان الاحزاب العميلة تمكنت من اختراق بعض اطراف ثورة تشرين بل وشكلت احزاب من بعضهم وزجتهم بالملية الانتخابية كما تشكلت قوى اخرى بمسميات المعارضة واخذت تنظر بعيدا عن الواقع وهدفها على الاغلب تشتيت جهد الثوار..لذلك لابد من قيام شباب الثورة الحقيقين من تنظيم انفسهم وتوحيد جهودهم ،ليكونوا اكثر فاعلية في المراحل القريبة القادمة ،فتنظيم الجهود وتوحيد الادوات والخطط كفيل بأن يجعل اعداء ثورة الشعب يحسبون الف حساب للشعب وثواره.ان رسالة الشعب العراقي لكم :طالما انكم تعترفون بفشلكم ،وانكم سبب خراب العراق ودماره ، لماذا تصرون على التمسك بالسلطة واستمراركم بقتل آلالاف من ابنائه الثائرين على طغيانكم واستبدادكم بأسم الدين .. ، كل هذا الجور لمجرد انهم طالبوا بوطن له سيادة وغير تابع لا لايران ولا امريكا ولاغيرهما ، واملهم استرداد الاموال التي نهبتموها منذ نيسان ٢٠٠٣ ، ولانهم عراقيون ويحبون وطنهم فهم الاقدر والاجدر بأصلاح مادمرتموه ، فالعراقي الذي يصحى ضميره منكم سيستجيب لهذه الدعوة اما من باعوا انفسهم فهم في الدرك الاسفل وسيكون حسابهم على يد الشعب عسيرا.
 

المشـاهدات 762   تاريخ الإضافـة 26/07/2021   رقم المحتوى 11717
أضف تقييـم