أضيف بواسـطة addustor

لست ضليعاً بالقانون الدستوري ، ولست ادعي اني من المتفقهين بالدستور والقانون الذي من الممكن ان يستند اليه رئيس الجمهورية ، لكنني حين تابعت ما جرى في تونس ليلة البارحة ، ركزت على جملة مفيدة من خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد حين قال : إن الدستور التونسي لا يجيز لي حل البرلمان لكنه لا يعترض على تجميد عمله .

اذن الذريعة الدستورية التي من الممكن ان يستند اليها أي رئيس عربي عانى شعبه من فوضى ما سمي بالربيع العربي ، وما فرضته ظروف الفوضى من سيطرة الاسلامويين السياسيين ودفعوا بالمتدين السياسي لفرض سيطرته على سلطة القرار في العراق وغيره ،  بالاخص رئيسنا برهم صالح ، من الممكن ان يستند الى ما لم يتطرق اليه الدستور كي يحققه هو وينقذ العراق الذي جاوز فيه الظالمون من السلطة الحاكمة المدى ، ويرسم مستقبلاً للعراقيين من خلال تخليصهم من عصابة استولت على بلد اسمه العراق واتخذته مصرفاً او مغارة لجمع وأخذ غنائمها دون الالتفات الى حاجات المواطن العراقي الذي لم يعد بقادر على الصبر.

الشعوب تقلد بعضها تلك مقولة اثبتتها الحقب السابقة لبلداننا وغيرها حيث ان التغييرات السابقة والتي نجحت بتفعيل انعطافة تاريخية لاكثر من مرة في البلدان .

في مطلع هذا القرن بدأت دول اوربية بتغيير نظام حكمها الملكي الكلاسيكي ونجحت في تقليد بعضها ، حتى اذا بدأت حركة الضباط الاحرار في مصر تبعها العراق مباشرة فتحولت الملكيتين المصرية والعراقية الى جمهوريتين ، وبعدها ما حصل من تغيير امريكي قسري في العراق بعد عام ٢٠٠٣ حين ازيح نظام صدام حسين  دون الرجوع الى الشرعية الدولية ، الامر الذي أدى الى ارتباك الوضع العربي الإقليمي وبدأت الشعوب تقلد بعضها من تونس الى مصر ثم اليمن وليبيا وليس اخرها سوريا .

كنت دائما اتحدث عن تغيير في بنية دولة ما ، كي يزحف هذا التغيير الى بلدان أخرى ، بيد اني كنت اعتقد ان التغيير يبدأ من الكبار ، والعراق من الكبار ، الا انه يأتي وللمرة الرابعة خلال اقل من قرن من تونس ، حيث تعتبر ثورة بورقيبة اول محاولة ناجحة لازاحة نظام الملك التونسي محمد الأمين باي  اذ تم الاتفاق بينه أي بورقيبة والفرنسيين منذ عام ١٩٤٧ ، وتم تشكيل اول حكومة جمهورية عام ١٩٥٧، ثم ثورة الخبز عام 1984 التي أدى صداها الى تغييرات في الجزائر والمغرب ومصر كذلك من خلال تأسيس معارضة واضحة الملامح لنظام حسني مبارك .

وأخيرا وليس اخراً جاءت ثورة 'هرمنا" حيث انتفض التونسيون على نظام زين العابدين بن علي لتقليدها مصر ومنها اليمن وليبيا ، وهو ما عرف حينها بالربيع العربي .

اليوم تونس تأخذ الريادة أيضاً لرابع مرة حيث يستحدث الرئيس التونسي قيس سعيد طريقة مبتكرة للتعامل مع احداث شرخ في جدار ما تأسس على عيب بعد ثورة رفعت صورة جيفارا ، وبعد نجاحها اكتشف التونسيون انهم اسرى للحىً ليست لها علاقة بلحية جيفارا.

هو امل من الممكن ان ينقذ العراقيين من كابوس لحىً استفزت العراقيين  سيطرت على مقدراتهم واشاعت بينهم الفوضى ونقص الخدمات ، والمخدرات ، والسرقة بانواعها ، والمتاجرات غير الشرعية قد تبدأ بتجارة الطيف السياسي ، وصولا الى المتاجرة باعضاء بشرية.

ويبقى املنا في العراق ضعيفاً لأننا ببساطة نختلف عن تونس بالحدود الدولية حيث ان تونس ليس لها جوار مع ايران ، وهذا يعني الكثير ضمن حسابات اية عملية تغيير قادمة.

 

 

 

 

المشـاهدات 574   تاريخ الإضافـة 26/07/2021 - 23:20   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 17:48   رقم المحتوى 11723
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016