الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
أدم وحواء// 2
أدم وحواء// 2
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب وفاء الفتلاوي
النـص :

في خضم الحياة والعالم الافتراضي يعيش المرء احياناً صخباً خارجاً عن المألوف ربما يكون حديثاً يتناسب مع الضغط النفسي الذي اعتاد عليه من عمل واحداث وظروف وازمات ومجتمع فتح ابواباً للثقافة وفسحة من الحرية فيما اغلق باب المتابعة والمسؤولية تجاه الفئات العمرية التي اشبه بالزهور المقبلة للحياة لكن من دون اهداف تذكر مجرد ترهات وفراغات تحتاج الى سنين لإملائها وربما سمحت تلك الأبواب لمن هم فوق الأربعين الخمسين بالتنفس خارج حزام الحشمة بقليل بالنتيجة هذه التغييرات تصب في دورق الدروس والعبر ليتعلم منها الجميع. ينظر الجميع الى العالم الافتراضي بانه غير واقعي وانه مجرد رسوم متحركة وكلمات تعبر عن أراء مختلفة وأخرى تدعى (شخبطة) وما يكمن في داخل مالك الصفحة او المدون او الناشط كل حسب هزيمته وانتصاره في حين يعتبرها البعض صفحات خالية من الحياة والإنسانية فيما يستخدمها اخرون كأهداف لضرب الخضم او إيصال رسائل تدل على وجود الكاتب، في النهاية نحترم جميع الآراء ونقيم من بعيد ما سيمليه ضمير المتحدث وتعليق المعني.ومع كل هذا الضجيج وعالم الورق الملون والأفكار المتتالية لابد من ظهور قصص قد يعجز الانسان عن تصديقها؛ لكنها في النهاية حدثت وتحدث كما هو الحال مع ريناد وعشقها لذاك الأسمر في (أدم وحواء) الذي حول حزنها لابتسامة في لحظة اندفاع جنونية حين عانقت احزانه وتسللت الى مفاصل حياته لإسعاده لا أكثر دون ان تحسب خطوات القادم فالعشق لا يأتي من منطوق الحسابات الرياضية او الفلسفة او المخزون الفكري ولا من المدارس التعليمية فهو اشبه بعناق الروح للروح بعيدا كل البعد عن لغة الجسد والشيطنة.وكذلك انتشرت قصة المرأة الاربعينية تلك التي استغلت الشباب وجردت مشاعرهم وحولتهم لدمى متحركة أينما تتجه يتوافدون عليها كدار السينما والمسرح بأضوائه اللامعة وستائره السوداء، واخر يستغل النساء ووضعهن العاطفي واستدراجهن الى غرف دردشة مغلقة لا يسكنها سوى (هو وهي وثالثهما الشيطان) وهناك الاف القصص تكمن خلف هذا العالم الافتراضي ومفاجأته برغم جماله اشبه بالكرة الأرضية فهو يحمل القسوة والوجع والفرح والحزن والالم والصراع اللامحدود؛ لكنه لا يحمل الامل وليس بمصباح علاء الدين. بالنتيجة نحن بشر ولا تقيم عقولنا بالسنين او الخبرة او الشهادات العليا بل بالعبرة والعبرة من دروس الحياة والكثر منا يحتاج الى المتابعة الدورية لتصحيح مساره كوقفة أب او أخ أو حبيب صادق يحمل كل المعاني الحقيقية وربما نحتاج الى صديق صدوق بعيدا عن الانتهازية ويكون كل هؤلاء في رجل واحد.

المشـاهدات 402   تاريخ الإضافـة 27/07/2021   رقم المحتوى 11736
أضف تقييـم